تقرير: فوتوغرافيو القطيف والعالمية

You are currently viewing تقرير: فوتوغرافيو القطيف والعالمية
مسك ختام الأنشطة في معرض مشاعر ألق مع الفنان الكبير علي أبوعبدالله ومحاضرة قيمة جداً تحت عنوان “فوتوغرافيو القطيف بين الفن والعالمية ”  والتي أقيمت مساء يوم الجمعة ليلة السبت 22 يناير 2016 م في نادي الخويلدية . استهل فيها الفنان حديثه ببعض التعاريف العامة . معرّفا ( الفن ) كما يراه بأنه انتاج إبداعي سابق لعصره  وإنتاج مليء بالخيال والإحساس وإبتكار شيء مفرد خاص .  وعبّر عن ( العالمية ) بأنها حركة إنسانية تعمل على خدمة البشرية والتقارب بين الشعوب دون المساس بهويتها وخصوصياتها الثقافية . موضحاً بأن هذه التعاريف قد تتعدد باختلاف نواحيها الفنية أو الأدبية أو الجمالية أو الفلسفية . 
 
 فالفنان ينبغي أن ينقل تراثه المحلي – من وجهة نظره ورؤيته الفنية – إلى العالم بهدف التقارب والتعدد والتنوع الثقافي . فالمصور يكون عالمي عندما يقدم تجربته المحلية إلى العالم . مؤكداً أن التصوير في الأسفار لايلغي العالمية أيضاً . مستهشداً بالفنان والرسام العالمي الهولندي فينسنت فيليم فان غوخ ، الذي عاش في باريس ولم يرسم سوى شيئين في حياته ، الحقول في الريف وطبيعة صامتة في غرفته ( كالكرسي وعباد الشمس وغيره ) . وهو فنان عالمي من داخل غرفته . مؤكداً بأن الفنان العالمي – كما يراه – هو من يقدم تجربته المحلية برؤيته الفنية إلى العالم . حينئذ هو فنان عالمي . وعرّج بعد ذلك إلى تعريف الفوتوغراف مركزا على أنه إنتاج عمل فني بالضوء وليس مجرد إلتقاط بآلة التصوير . بل إنتاج فني .
 
 abuabdullah2وأتبع الفنان علي أبوعبدالله حديثه ، بأن التصوير يمكن أن يكون فن ، أو تاريخ ، أو متعة ( كالسيلفي ) أو توثيق أو هواية أو جغرافيا ، أو صناعة  أو تجارة  مشيداً بدور الفنان محمد الشبيب والفنان علي المبارك كأول مصورين في القطيف بل في المملكة تعاطوا التصوير التجاري الصناعي الدعائي . وساهموا في نشر المعلومات الفوتوغرافية في الوقت الذي كانت العلوم الفوتوغرافية نادرة جداً في المنطقة. واستطرد بعد ذلك الفنان بأن التصوير قد يكون أدلة أو تواصل أو إدانة ، مشددا على أن كل صورة يقدمها المصور تعبر عن نفسه ، وكل عمل ينتجه هو المسؤول عنه .. وهي إدانة لنفسه . منتقداً بعض المصورين الذي يقحمون أنفسهم في ثقافات أجنبية  دخيلة ويمارسون التصوير دون ضوابط شرعية أو أي اهتمام لهويتهم وثقافتهم مستشهداً ببعض الأمثلة . فالمصور الحقيقي هو من يملك رسالة ، والتاريخ لن يخلد كل من يملك كاميرا ويصور ! ولكن سيخلد أولئك أصحاب الرسالات .
 
 ثم تحدث  بعد ذلك عن بعض المصورين في القطيف ، مفتتحاً بالاستاذ عبدالمجيد الجامد ( ابوأمين ) – والذي كان حاضراً في المعرض – حيث التحق بالجامعة الامريكية في بيروت سنة ١٩٥٢ م من خلال أرامكو ،  ثم ابتعث للولايات المتحدة الامريكية سنة ١٩٦١ م . وبدأ التصوير سنة ١٩٥٤ م . والذي استطاع بكاميرته أن يؤرخ القطيف وهو الآن بصدد إنتاج مشروع ، قد يرى النور قريباً . كما تطرق بشكل سريع لتجارب الفنان محمد الناصر في الأدغال وأعماله الفنية ، والفنان محمد الصليلي وتجاربه في الأسفار وتوثيق الثقافات العالمية . والفنان نسيم العبدالجبار ومشروعه رائحة الجنة . مشيداً بتجربة السيد أثير السادة في توثيق حياة المزارعين والأحياء السكنية القديمة بالمنطقة .مؤكداً بأن الإصدارات الثقافية والنتاجات تجعل الفنان عالمياً . مشجعاً الفنانين لإنتاج أعمالهم في دور النشر .
 
 ثم تحدث بشيء من التفصيل عن بدايات النوادي وجمعات التصوير في المنطقة عام 1412هـ ، وكيف كانت المعاناة في الحصول على المعلومة الفوتوغرافية مشبهاً تلك الحقبة بالعهد المظلم فوتوغرافياً . إلى أن استطاعوا تأسيس جماعة التصوير الضوئي بالقطيف عام 1418هـ والتي أصبحت منارة للتصوير الفوتوغرافي في المملكة بعد ذلك .
 
 واختتم الفنان علي ابوعبدالله حديثه حول الفن والعالمية ، بأن على المصور أن يعرف قواعد الفن وأبجديات التصوير ويجيدها ليكون فناناً .. وليس مجرد امتلاك الكاميرا وكفى .. والعالمية ليس لأكثر شخص يصور ! وليس لأكثر شخص يسافر ! وليس لـأكثر شخص يحصد الجوائز ! ..
 
فإذا كنت تتقن قواعد التصوير .. فأنت مصور..
ولكن إذا كانت لديك رسالة .. فأنت عالمي.
 
 
ثم أعقبتها مداخلات قيمة من الفنان محمد الخراري ونسيم عبدالجبار وفيصل هجول . وبعدها كرّمت (ألق) جماعة التصوير الضوئي بالخويلدية الفنان الكبير علي أبوعبدالله على جهوده الكبيرة ومحاضرته القيمة على يد أحد كبار الفنانين بالمنطقة الأستاذ عبدالمجيد الجامد . والتقطت بعدها الصورة الجماعية لتنتهي بذلك آخر فعاليات لمعرض “مشاعر” .
 
وإدارة ألق تشكر جميع الداعمين وجميع الفنانين المحاضرين والحضور الكريم والزائرين على تشريفهم معرض ألق السنوي . على أمل الالتقاء بكم في معرضنا القادم بمشيئة الله تعالى .
 
 
تقرير : علي الأمرد
تصوير : سيد علاء الشرفاء – سيد محمد البحراني