تقرير : التصوير المعماري بين التخطيط والعشوائية

You are currently viewing تقرير : التصوير المعماري بين التخطيط والعشوائية

في أولى فعاليات معرض إطار الفوتوغرافي ، استضافت جماعة ألق الفوتوغرافية الأستاذ الفنان محمد الشبيب في محاضرة مميزة جداً تحت عنوان “التصوير المعماري بين العشوائية والتخطيط ” وذلك مساء يوم السبت الموافق 3 يوليو 2021م في نادي الخليج بسيهات .

تحدث فيها الفنان محمد الشبيب عن تجربة تصوير يوم كامل من الصباح إلى المساء لمبنى متحف حيدرعلي في باكو أذربيجان والذي يعتبر مركز من المراكز الثقافية المشهورة عالمياً والذي قامت بتصميمه زها حديد والتي نالت بسبب هذا التصميم جائزة متحف لندن للتصاميم عام 2014م .

استهل الفنان محمد الشبيب حديثه عن ضرورة التخطيط المسبق قبل زيارة المصور للمبنى بهدف التصوير ، وذلك لدراسة المنظور الهندسي للمبنى المعماري و كل مايحيط به ،ودراسة التأثيرات الضوئية الطبيعية والاصطناعية على المبنى ، والتأكد من سلامة الموقع قبل الزيارة الفعلية للتصوير . كما أكّد الشبيب على ضرورة تكثيف الزيارة في أوقات مختلفة من اليوم أو الفصول السنوية .

وأسهب الشبيب في حديثه عن تجربته العملية ليتحدث عن التصوير عند الوهلة الأولى لرؤية المصور للمبنى عند الزيارة ، موضحاً كيفية الاستفادة من العناصر البشرية لإبراز ضخامة المبنى وإضفاء روح ورائحة للمكان ، موضحاً بأنه من الأفضل استخدام عدسات تصحيح المنظور في التصوير المعماري للتغلب على مشاكل الميلان الناتجة من التشوهات في عدسات التصوير ، مشدداً على ضرورة  التعمق في أساليب المعالجة الرقمية بعد التصوير لتصحيح المنظور رقمياً أيضاً و تعديل التباين وزيادة تشبع الألوان وضبط الظلال والإضاءة في الصورة وغيرها .

وفي التصوير المعماري ، قدم الفنان مجموعة قيمة وعملية  من النصائح والتلميحات أثناء عرضه المميز لتجربته ، مثل أهمية الإستفادة من الإضاءات والإنحناءات لإبراز جمال المكان ، واستغلال الخطوط القيادية في الأرض و الإنعكاسات الأرضية أو على المياه حول المبنى ، موضحاً أثر تغير حرارة الشمس على جمالية المكان والصورة منذ شروقها وحتى بعد غروبها .


كما نصح المصورين بضرورة التجول حول المبنى مشياً والتعرف على أبعاده المختلفة وتغير الشكل الهندسي بحسب اختلاف زاوية الرؤية ونوع العدسة المستخدمة ، فكلما تغيرت الزاوية تغير معها رؤية الشكل الهندسي ، موضحاً بأن البُعد عن الموقع في بعض الأحيان يعطي مشاهد رائعة للمبنى كتصوير المبنى من مكان مرتفع بالقرب منه ، كما ينبغي للمصور  استغلال المباني المحيطة بالمبنى ، وكذا الحدائق القريبه منه كمقدمة جمالية  ، أو حتى تصوير انتظار الناس وجلوسهم حول المبنى ، وكذلك حركة السيارات .  موضحاً أن للغيوم وحركتها في مواسم الشتاء أهمية كبيرة في تقوية الصورة المعمارية وجمالها.

أما عند ارتفاع الشمس ، فيؤكد الشبيب على أهمية استغلال الوقت وعدم تضييعه ، وذلك بالإنتقال من التصوير الخارجي إلى تصوير التصميم الداخلي والأشكال والتكوينات الهندسية ورمزية الخطوط والإنحناءات والألوان والإضاءات وانعكاساتها على التحف الفنية داخل المبنى . مستطرداً  بأن السواح داخل المتاحف هم جزء لايتجزأ من الموضوع ويمكن اظهار السواح كظلال أو الاستفادة من ألوان ملابس بعضهم في إتمام جمالية المشهد الفني . موضحاً بأنه من الأفضل على المصور عدم استخدام الفلاشات الخارجية – في حال كان مسموحاً بها داخل المبنى – وذلك لإظهار فن توزيع مصمم ومهندس الإضاءة  في إبراز جماليات التصميم الداخلي .

بعد ذلك ، انتقل الفنان للحديث عن التصوير الخارجي بعد اعتدال الجو بعد العصر ، حيث يمكن للمصور استكمال اللقطات الإبداعية والاستفادة من الإسقاطات الضوئية والتي ستكون مختلفة عن اسقاطاتها في الصباح بسبب اختلاف موقع الشمس . والتي قد تلفت انتباهنا لزوايا أكثر جمالاً والحصول على صور أكثر جاذبية . لاسيما في الساعة الذهبية  والاستفادة من وجود الاحواض المائية والأشكال الهندسية للممرات المخصصة للمشي والأشجار والحدائق المحيطة بالمبنى . وهنا يلفت الشبيب انتباه مصوري المعمار إلى الخروج عن المألوف في تصويرهم ، باستخدام الزوايا المنخفضة واستخدام عدة عدسات مثل العدسات الواسعة للغاية ( Super wide angle ) مثل عدسة 14مم ، وكيف أن استخدام مثل هذه العدسات ستعطي تخضم كبير للمشاهد القريبة وتصغير البعيد عنها بشكل كبير جداً مما يعطي تكوينات قوية وجذابة وغير مألوفة ، مؤكداً بأن التعديل الرقمي بعد ذلك مهم جداً لضبط الصورة والمنظور الهندسي . مستعرضاً بعض الأمثلة على ذلك .

وفي ختام الأمسية المميزة ، أكد الفنان محمد الشبيب على أهمية تعزيز العلاقات بين المصور وأصحاب المبنى ، وأنه يجب الوفاء بالوعود إذا تم الإتفاق معهم بتسليمهم بعض الصور الملتقطة وماشابه . وأنه يجب على الفنان عدم الإستعجال في التصوير وأن يفرغ نفسه  ويستمتع أثناء التصوير . موضحاً بأن الكثير من المصورين يهتم بإلتقاط بعض الصور بشكل عشوائي ويكتفي بذلك .

وفي الختام ، قدمت جماعة ألق الفوتوغرافية جزيل الشكر والعرفان للأستاذ الفنان محمد الشبيب على هذه الأمسية الرائعة وجهوده المميزة في افتتاح المعرض وتقديم هذه المحاضرة الرائعة . كما تم تكريم رئيس نادي الخليج بسيهات على استضافته للمعرض وفعالياته . ليتم السحب بعد ذلك على أرضية لتصوير المنتجات مقدمة من متجر أرضيات خشب تصوير واكسسوارات كانت من نصيب الفنان ماهر اللباد . هذا وتشكر ألق  جميع الحضور الكرام على تشريفهم لنا وجميع من تواجدوا في البث المباشر .

تقرير : علي الأمرد

تصوير : سيد علاء الشرفاء – حسين الأصيل ( القطيف اليوم )

صور من المحاضرة :

صور من المعرض :

This Post Has One Comment

  1. علي الأمرد

    شكراً للفنان محمد الشبيب وشكراً لجماعة ألق والمنظمين لهذا العرس الضوئي الجميل . دمتم موفقين

اترك تعليقاً