لقاء مع الفنان جمال الخياط

You are currently viewing لقاء مع الفنان جمال الخياط

ضيفنا في الحلقة الثامنة من لقاءات جماعة ألق الفوتوغرافية مع  الفنان جمال الخياط من مملكة البحرين الشقيقة ، وهو فنان متألق تشهد له أعماله الفنية بنضج  ، فدعونا نتعرف عليه عن كثب .. فأهلاً وسهلاً بك أبامحمد في هذا اللقاء ،

وفي البداية أخبرنا كيف ومتى تعلقت بالتصوير الضوئي ؟

البداية كانت من حبي للرحلات واكتشاف الأماكن الجديدة وكنت أوثق كل رحلة بكاميرا أحد الأصحاب ولكن  أحياناً ينسى أصحابي حمل كاميراتهم ، وفي عام 2015م كنت في أحد المجمعات وشاهدت عروض على الكاميرات واقتنيت كاميرا كانون d1200 ، رغم تواضعها الا أنها حملتني لشغف التصوير محاولاً التقاط المناظر الطبيعية والنجوم في كل رحلة، وللأسف سقطت الكاميرا من الحامل اثر امواج البحر في سلطنة عمان وكانت هذه صورة التقطتها بها

متى تعلقت بالتصوير الضوئي؟ وكيف؟ وماهي أول كاميرا استخدمتها؟

تعلقت مبكراً بالتصوير، تحديداً في مرحلة الدراسة المتوسطة عندما تمكنت من اقتناء أول آلة تصوير من مالي الخاص حيث كان والدي رحمه الله حريصاً على حثنا على العمل أثناء فترة العطلة الصيفية والتي كانت تمتد لثلاثة أشهر طويلة. عملت في تلك الفترة كعامل البناء في أحدى المنشآت الكبيرة وتمكنت من ادخار الراتب ومن ثم شراء أول كاميرا وكانت كوداك Kodak Tele-Instamatic 608 المعروفة بالفيلم 110 وبالطبع تلتها عدة كاميرات أتذكر آخرها في السنة الأولى من دراستي الجامعية وهي من ماركة Yashika لكنني للأسف لا أستحضر موديلها. بالطبع جربت العديد من الموديلات بعدها كان لماركة سوني النصيب الأعظم.

لماذا أحببت التصوير؟

بالنسبة لي التصوير الضوئي وعاء أسكب فيه أحاسيسي، مشاعري ورؤاي وبالطبع تعكس تطلعاتي للحياة ما ومن فيها وما حولها. من خلال التصوير أستطيع التعبير عن داخلي وكذلك أفضح بالعدسة ما لا تراه العين، لذلك تكمن لذة التصوير وممارسته في رحلة الاستكشاف والكشف عن ذلك الخفاء وانتظار ما قد ينعكس على المتلقي من انفعالات وردود الفعل سواء في شكلها الايجابي وحتى السلبي. من الأسباب التي حببتني في التصوير هو صداقتي في المرحلة الثانوية لشخص يمتلك أبوه أستوديو تجاري (ستوديو الجزيرة) بسوق المحرق حيث كنت أقضي وقت فراغي مع الصديق في الغرفة السوداء أتعلم منه طريقة تحميض الأفلام. أحببت هذا العالم من خلال هذه الأوقات الجميلة.

ماهي التحديات التي واجهتك في بداية المشوار؟

في البدايات بالطبع كانت المعرفة وندرتها هي التحدي الأصعب خاصة أننا ظهرنا في زمن كانت فيه المصادر شحيحة وتحتاج لبذل الكثير مادياً ومعنوياً ثم تأتي نظرة المجتمع لفن التصوير هو العائق التالي خصوصاً أن مجتمعاتنا آنذاك كانت محافظة بدرجات متفاوتة ولم تظهر تلك المرونة. أن تقبل الفنون الابداعية يتطلب روحاً مختلفة عن تلك السائدة في تلك الفترة.

هل تأثرت بأحد ما وكان سبباً لحبك للتصوير؟

أعتقد لا يوجد مصور في البحرين لم يتأثر بالمصور البحريني القدير عبدالله الخان فهو ملهمنا ويكفي أنه عميد المصورين البحرينيين. لماذا تأثرت به؟ لأنه ذاكرة حية وغنية عن وطني البحرين وتجربته الثرية جعلت منه مخزون عن الحياة وأفراد هذه الجزيرة الصغيرة بجغرافيتها الكبيرة بأناسها.

من هو رفيق الدرب في التصوير؟

ليس هناك رفيق معين لكنني أزامل الكثيرين من المصورين في أوقات ومهمات مختلفة. لست مهووساً بالرفقة بقدر رغبتي في التواجد منفرداً حسب ما تتطلب الرؤية، ما يتوافر لي من وقت قد لا يتوافر لغيري. وبالرغم من حبي للآخرين وحرصي على التواصل معهم لكنني وصلت لقناعة أن التصوير لا يحتاج للرفقة والعكس هو الصحيح فيحتاج المصور للهدوء والعزلة ومن ثم التركيز على ما هو مقدم عليه.

ما بعد البداية (مرحلة الشغف)؟

هو السؤال المعضلة: وماذا بعد؟ في الحقيقة كان هذا السؤال هو الحيرة التي تضرب بأطنابها في خيالاتي وأيضاً تشغل بال الكثيرين من المقربين من حولي. بالطبع المعرض الشخصي هو حلمي المتجدد وما يؤخره حتى هذه اللحظة هي القناعات التي لم تصل لحد الإقدام عليه وتنفيذه رغم رغبتي الشديدة وقدرتي على تنفيذه. حلمي الأكبر هو إصدار كتاب يتضمن صوري الفوتوغرافية المقرونة بكتاباتي عن نفس الصور وهو ما نشرت بعضاً منه على حسابي في تطبيق الإنستغرام. الكتاب في مرحلة الإعداد منذ سنوات وتحديداً منذ العام ٢٠١٨م ولا أعلم متى أنتهي منه لكن المتيقن منه أن إصداري للكتاب المعنون (عين ثالثة للروح) سيصاحبه معرض شخصي للصور يتخصص في حياة الشارع بين الملامح واللحظات.

ماهي اهتماماتك في التصوير؟ ( ما هي أنواع التصوير المفضلة لديك)

في بداياتي كان جل اهتمامي التركيز على تصوير المباني خصوصاً التاريخية منها والأثرية حيث أصابني هوس غير طبيعي بتأثير HDR (High Dynamic Rang) وهو التصوير بتعريضات مختلفة لمشهد ما ومن ثم دمجه للحصول على الإضاءة المتكاملة في الصورة. وشيئاً فشيئاً وجدت نفسي أتنوع في مختلف المجالات حتى استقريت على تصوير حياة الشارع مشاهد وبورتريهات حيث فضلت التلاحم المباشر والتواصل الحر مع العنصر/العناصر المراد تصويرها. ربما كان هذا الجانب هو الجزء المكمل في شخصيتي العادية كفرد وككاتب.

 أين ترى نفسك وسط الفن الفوتوغرافي الحديث؟ وماهو طموحك؟

أرى نفسي قطعة من المشهد العام للتصوير الفوتوغرافي حيث أساهم من خلال أعمالي في تكملة المشهد فيما يخص بيئتي في المقام الأول وإظهار ما يمكن إظهاره من قيم ومبادئ يعج بها مجتمعي بشكل خاص. وبالطبع فأن الرؤى التي تحاول صوري إظهارها هي ما يغني هذا الوسط ويعطيه التنوع الذي ينهل منه الآخرين سواء في مجتمعي أو المجتمعات الأخرى التي تشكل النسيج العالمي. طموحي ليس كبيراً لكنه أيضاً ليس بالهين، على الصعيد الشخصي أرغب في تطوير تجربتي في التصوير وإيصالها إلى مستوى ارفع تقنياً ومعرفياً أما على الصعيد المهني فإن اصدار كتابي هو الطموح الأعلى وهو أيضاً نقطة الانطلاق حيث أحاول من خلاله خلق نوع من التكامل بين الفنون، وهنا بين التصوير والكتابة اللذان يتصلان ببعضهما البعض عبر رحم واحد هو الأبداع.

اذكر لنا قصة حدثت لك أثناء التصوير لا يمكن أن تنساها.

هي قصة مضحكة ومبكية في آن واحد. كنت مشاركاً ككاتب وإداري ضمن وفد البحرين في اجتماعات اتحاد الكتاب العرب باليمن في العام ٢٠٠٦م وفي إحدى الجولات خارج نطاق الاجتماعات حملت كاميرتي الديجتال من ماركة سوني Sony Exilim EX-Z850 اشتريتها قبل فترة بسيطة من الرحلة وخرجت مع صديق يمني كمرشد في جولة تضمنت جزء منها الأسواق الشعبية لمدينة صنعاء. أتذكر أنني رغبت بتصوير إحدى الاشخاص من كبار السن كان يشتغل في بيع التمور فخطوت تجاهه لاستئذانه إلا أن الصديق منعني وقال بأنه منتشي بالقات ولن يلتفت لقيامي بتصويره وهو ما فعلته إلا أنه باغتني أثناء تصويره بأخذ الكاميرا من يدي ورماها بعيداً وهو في حالة غضب هستيرية انتهت بهروبنا وسلامة الكاميرا.

ماهي أقرب صورة إلى قلبك؟ ولماذا؟ حدثنا عنها.

هي صورة التقطتها في متحف البحرين الوطني لتمثال يرمز لغواص لؤلؤ وهي المهنة التي كان يعتاش منها أجدادنا في الخليج ويظهر في خلفيتها لمحة من الزمن الحالي بمدينته الطاغي عليها لعنة الجماد. هذه اللوحة تم اختيارها من قبل هيئة الثقافة والآثار للمشاركة ضمن معرض متنقل عن البحرين وتراثه دار على عدة من الدول أبرزها اليابان، وتمثل لي حالة رضا خاصة جداً.

كيف يمكن للمصور ان يحسن من مستواه الفني؟

أؤمن دائماً بأن تطوير تجربة ما ينبع من قناعة المرء بما يمكن أن تحمل له هذه التجربة من آفاق وهذه القناعة تتم على صعيدين أثنين لا ثالث لهما. تأتي أولاً الجهود الذاتية كتأسيس للتجربة والتي تتم دائماً عن طريق المعرفة كما أسلفت سابقاً التي ينبغي أن تكون متجددة تواكب المستجدات وما يطرأ من معلومات ونظريات، وثانياً تأصيل الجانب الجماعي عبر الاحتكاك وتبادل الخبرات مع باقي المصورين.

أيهما اقرب اليك .. تصوير الطبيعة أم حياة الناس؟ ولماذا؟

تصوير الناس بالتأكيد. بطبيعتي فأنا أحب التواصل الانساني مع من هم حولي وأسعى إلى تأسيس علاقة فيها من الاحترام ما يكفي لاستمراريتها وثباتها على مر الأيام ولهذا فأن تصوير حياة الناس والاختلاط معهم في الشارع أو في أماكن عملهم لا ينحصر فقط في التقاط الصورة التي قد لا تستغرق ثواني أو دقائق معدودات ولكن يتعداه إلى محاولة الاقتراب من عوالمهم البسيطة والنزول إلى مستوى يسمح لك بفهم دواخلهم.

كيف ترى تفاعل المجتمع مع الاعمال الفوتوغرافية؟

في المجمل معقول لكنه أيضاً لا يرقى مع جودة الأعمال التي يطرحها المصورون وتنوعها الفكري والثقافي. هي وعي مجتمعي بالأساس وقناعاته بالنسبة للفنون وما تمثله. بالتأكيد مع سطوة وسائل الاتصال الاجتماعي باتت هناك معضلة تتمثل بربط هذه الفنون بتلك الوسائل ومن هنا يتم تسطيح الثقافة بهذا الفهم القاصر.

هل تخطط لالتقاط المشاهد مسبقا؟ ام أنك تعتمد على ما تراه عينك في تلك اللحظة؟

في الغالب لا أخطط للمشاهد خاصة إذا كانت في الشارع فأتركها عفوية تعبر عن نفسها، لكنني لا ألغيها تماماً. أعتقد أن الموضوع والغاية تفرض عليك هذا التوجه كالانخراط في ورشة ما تتمحور حول موضوع معين. لكنني كمبدأ ضد الاعداد المسبق ولهذا أنا ضد رحلات التصوير التجارية التي تنتهي بنتائج متشابهة للمصورين المشاركين بسبب هذا الاعداد المسبق.

ماهي مميزات المصور الناجح في نظرك؟

هي نفس المميزات التي يجب أن يتحلى بها المبدع في أي مجال فني منها، أن يكون ذا فكر خلاق وهو ما يجب أن يحركه عند اقدامه على التصوير، أيضاً من المهم أن يمتلك رؤية واضحة والتي بدونها يصبح التصوير مجرد وسيلة لملء الفراغ. من الأمور المهمة والتي لا يتحلى بها المصورون العرب تحديداً أن يتيح تجربته للآخرين وخاصة المبتدئين منهم. وأخيراً هناك جانب مهم قد لا يلتفت له المصورون في منطقتنا العربية كثيراً وهو التسويق لنفسه كمصور.

هل انتقلت للتصوير بكاميرات عديمة المرآة (mirrorless )؟ ولماذا؟

انتقلت للتصوير بكاميرات عديمة المرآة في العام ٢٠١٥م وقد صاحبت هذه النقلة أيضاً التحول من ماركة الكانون إلى ماركة فوجي فيلم في تحول تدريجي تم بعدها التحول الكامل إلى الفوجي ميرورليس. في البداية كان الوزن الزائد للمعدات بشكل عام هو الدافع للتحول لكن هناك أيضاً هوسي بالجانب المتعلق بالألوان وفي هذه الناحية ليس هناك من منتج غير الفوجي يمنحك هذه الميزة ناهيك عن جودة المنتج ورخصه بالمقارنة مع المنتجات الأخرى. ولا يجب أن أنسى أيضاً مسألة الدعم الفني التي يوفرها الوكيل ممثلة في مؤسسة أبو عيسى.

هل قدمت محاضرات او ورشات للمصورين؟ 

قريباً سأقدم ورشة عن تصوير حياة الشارع بالتعاون مع فوجي فيلم البحرين، وستكون ورشة تجمع بين المحاضرة النظرية والتطبيق الميداني في الأسواق الشعبية وأماكن تواجد الناس. هي الآن في مرحلة الإعداد وبانتظار أن يتحسن الطقس بشكل عام.

ماهي الصورة الناجحة في رأيك؟

الرؤية هي الشرط الأساسي لنجاح أي صورة، ما تضعه في الإطار يجب أن يستند على فهمك لمكونات الصورة وتوقعك المبدئي لما تحدثه هذه الصورة من ردة فعل للمتلقي. بالطبع يأتي التمكن من باقي الأدوات كالتعديل وغيره في مرتبة لاحقة. الكثير من المصورين يحمل كاميرته ثم يضغط على زر الالتقاط دون أن تكون ضمن مداركه العناصر التي تشكل عماد صورته ليضعها ضمن الإطار. الصدق أيضاً يأتي ضمن الأمور التي تضمن نجاح الصورة وألقها خاصة تلك المتعلقة بكون الانسان طرف أساسي فيها.

ما رأيك بالنقد؟ وهل تمارسه مع زملائك المصورين؟ وكيف ترى حالة التقبل للنقد ممن هم حولك؟

للأسف لا يوجد في وسطنا نقد يواكب التجارب الإبداعية بل يوجد ملاحظات، أولاً لعدم إلمام الأغلبية بماهية نقد العمل الفني وأسسه وثانياً لأن الغالبية أيضاً لا تتقبل النقد وتنظر له على أنه انتقاص من التجربة ناجم عن الغيرة أو الشللية، ولا ألومهم فهو صحيح لدرجة ما. أؤمن بأن النقد يجب أن يكون مفصلاً من مفاصل الحياة عموماً وبدونه لن تنجح أي محاولة لتطبيقه بصورة فردية على الفنون مثلاً. بالنسبة لي أتجنب نقد الآخرين إلا إذا طلب مني ذلك لكنني أمارسه مع نفسي ومع المقربين مني ممن يتقبله.

ماهي فوائد التصوير بالنسبة اليك؟ وهل تتكسب منها ؟

التصوير بالنسبة لي هواية لا أتكسب من ورائها وحالها معي كحال الكتابة أعتبرها مهرباً من الحياة وارهاصاتها وملجأً آمناً أمارس فيه نزقي بشغف وحرية. ممارسته تعطيني الحرية والأمان النفسي في آن واحد. ولأنها مجرد هواية فأنا لا أتحصل على عوائد منها غير ذلك الرضا.

هل شاركت في معارض ضوئية؟ 

مشاركتي في المعارض قليلة بحكم طبيعة وظيفتي السابقة كمصرفي في موقع قيادي متقدم وأيضاً بسبب انشغالي ككاتب روائي بالكتابة والعمل الإداري كعضو مجلس إدارة سابق في أسرة الأدباء والكتاب في البحرين. أغلب مشاركاتي محلية وتمت بصفتي عضو في نادي البحرين للتصوير الفوتوغرافي التابع لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، أذكر منها:
– المعرض السنوي لنادي البحرين للتصوير الفوتوغرافي – ٢٠١٥م.
– المعرض السنوي لنادي البحرين للتصوير الفوتوغرافي – ٢٠١٩م.
– معرض (شوارع بلادنا) من تنظيم نادي البحرين للتصوير الفوتوغرافي – ٢٠٢١م
– معارض متنوعة مع جماعات تصوير متفرقة تنفيذاً لورشات فنية.

هل أقمت معرضاً شخصياً لكم؟ ( إذا نعم ، حدثنا عنه ، وإذا ( لا) فماهي الأسباب ؟ )

للأسف لم تتح لي الفرصة لإقامة معرض شخصي لكنه ضمن أجندتي الخاصة في الأيام القادمة حيث أنني بصدد الانتهاء من الإعداد لمعرض شامل يتضمن عرضاً لصوري الفوتوغرافية بالإضافة إلى تدشين كتاب خاص بهذه الصور مصحوباً بكتابات متعلقة بنفس الصور في تجربة جديدة كلياً.

ما رأيك بالمسابقات الفوتوغرافية؟ وهل تشارك فيها؟ وهل حققت إنجازات فيها؟

هي مفيدة ومناسبة لنوعية معينة من المصورين لكنها ليست كذلك بالنسبة لي وليست هي هوس يجتاحني. لي رأيي الخاص والذي سبق وأن طرحته ولم يلقى استحسان تلك الفئة مع خالص تقديري لشخوصهم وتجاربهم الابداعية. أنا ضد هذه المسابقات ولست أراها ضرورية إلا في حالة واحدة وهي ارضاء غرور المصور والتباهي بها. أغلب ما نشاهده هو هرولة نحو الجوائز وتجميعها عبر معرفة هوى لجنة التحكيم والسير على هداها، وهذا ما يحصل باختصار. المعايير ضبابية أو مبهمة أحياناً وكل ما هو عليك أن تدفع المال نظير الفوز أو الحصول على القبولات في انتفاء تام لقيم الإبداع والفن الحر. في البداية قاطعتها ثم دخلتها فترة جداً بسيطة من باب التجربة وكسر القناعات لكنني خرجت من هذه التجربة القصيرة بقناعات أقوى بعدم جدواها لي، حاصداً خلالها عدة قبولات.

متى التحقت بجماعة ألق الفوتوغرافية؟ وكيف؟

كان ذلك في عام ٢٠٢١م عن طريق الإنستغرام.

حدثنا عن رأيك وعن تجربتك مع ألق؟

جماعة ألق تجربة فريدة من نوعها. جماعة بحجم جمعية وربما أكثر من الناحية التنظيمية وطريقة العمل في كل النواحي. أيضاً هي أكبر من جماعة بالنظر إلى كمية الفنانين المتواجدين كأعضاء وأصدقاء وتناغمهم وتآلفهم وهو ما ينعكس إبداعاً على النتاجات المطروحة سواءً عبر منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال طرح كتيب الإثراءات والذي هو اسم على مسمى نظراً لما يحتويه من تنوع ثري للأعضاء. وبعيداً عن كل هذا تبقى جماعة ألق تجمع نقي بعيد عن التكتلات المذهبية أو الفكرية ولا هي أيضاً تتحيز لمدرسة فنية معينة على حساب أخرى، وهي أيضاً بعيدة كل البعد عن الصراعات الشخصية والمصالح الخاصة. وهذه الشهادة في حقهم تحية من القلب أقدمها للقائمين على الجماعة يستحقونها عن جدارة.

ماهي رسالتك التي ترغب بإيصالها للفنانين المبتدئين أو المهتمين بالتصوير الضوئي؟

المعرفة هي الأساس لكل أبداع وما التصوير الضوئي إلا أحد روافده. يتطلب التميز أن تلم بالأساسيات التي تشمل كل ما يتعلق بالكاميرا وطريقة ادائها وأيضاً الإلمام نظرياً بعلم التصوير ثم ممارسته بالطريقة الصائبة دون أن يفوت من تغذية بصره بأعمال رواد الفن والمتميزين منهم. أطلب منهم أيضاً التخصص وعدم تشتيت اذهانهم بالقفز بين كافة الفروع. وأخيراً التمسك بالجانب الأخلاقي المتمثل في احترام تجارب الآخرين وتقديرها.

متّع ناظرينا بما لايزيد عن ١٠ صور من افضل ما التقطته بعدستك.. مع تعليق لكل صورة إن وجد

الوداع بلا رجعة لكورونا

أمومة طاغية

تلك الظلال الباهية

خشوع

طريق النعيم

طفولة الظلال

ظل الياسمين

على الله العوض

للبياض رونقه

هذا أنا أيا ليت الشباب يعود يوماً

حقيقة ، كان اللقاء ممتعاً جداً معك وأعمالك الفنية جمالٌ في جمال كجمالك ، كل الشكر والتقدير لفناننا العزيز أبومحمد على هذا اللقاء الجميل جداً ونسأل الله تعالى لكم دوام الصحة والعافية .. ودوام  التوفيق والنجاح .

This Post Has 4 Comments

  1. أبويقين علي الأمرد

    ماشاء الله تبارك الرحمن .. ماكل هذا الجمال أيها الجمال ..
    فن و فكر و وعي و رسالة في غاية النبل والجمال .. استمتعت بكل حرف من حروفك في هذا اللقاء الذي تعرفنا فيه على شخصك المميز ..
    فهنا ، كل جملة يستحق الوقوف عندها ، فهي مدرسة ..
    هنيئاً للفن بأمثالك ..وهنيئاً لألق وجودك بيننا ..

    أسأل الله تعالى لك دوام التوفيق يابومحمد ، و نترقب بشوق كتابك الفني ” عين ثالثة للروح ” وأشد على أيايدك لإنجازه بأجمل كيفية وأروع حلة .

    حقيقة لقاء أكثر من رائع .. شكراً شكراً لك ولجمالك

  2. هاني+المرهون

    لقاء مميز وثري يعرفنا بشخصية الفنان المبدع ابو محمد والثقافة التى يحملها، تمنايتي لك بالتوفيق والنجاح!

  3. جميل آل سليم

    ما شاءالله تبارك الله.
    حوار غني بمقدار غنى نجمه المبدع الفنان أبو محمد.
    تجربة فريدة ورائعة ومخرجات إبداعية تنم عن عينٍ مُحِبَّةٍ وقلب جميل بما فيه.
    استمتعت كثيراً بهذا اللقاء الشيق
    تحية من القلب ودمت متألقاً ومبدعاً ان شاءالله

اترك تعليقاً