لقاء مع الفنان باسم القاسم

في هذه الحلقة نستضيف الفنان المبدع أبوريحانة فأهلاً وسهلاً بك في هذا اللقاء ، وفي البداية أخبرنا متى تعلقت بالتصوير الضوئي ؟ وكيف ؟ 

كان ذلك عام ٢٠١٠م بعد أن حضرت معرض جماعي لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف وبعدها انضممت للجماعة وحضرت أول دورة تصوير أساسيات التصوير الضوئي في مطلع  ٢٠١١م

ماهي أول كاميرا استخدمتها ؟

نيكون D90

 لماذا أحببت التصوير !

بطبعي كنت أميل للفنون بشتى أنواعها  ، وعندما انخرطت في التصوير الضوئي  وكأني وجدت ضالتي التي كنت أبحث عنها،  وفي التصوير الضوئي متعة الإحتكاك بفنانين لهم في الشأن الفني الكثير للتعلم منهم واكتساب الخبرة المطلوبة، وكذلك التعرف على الكثير والكثير من الحضارات والثقافات العالمية حيث أنني مهتم بتصوير حياة الناس في السفر مما أكسبني حب المغامرات والتعرف على هذه الثقافات والمجتمعات عن قرب.

ماهي التحديات التي واجهتك في بداية المشوار !

ولله الحمد يمكن القول أنه لم تكن هناك أي تحديات واجهتني في بداياتي وأعزو ذلك إلى التأسيس المميز الذي تأسسته على يد أساتذة لهم ثقلهم في الفن الفوتوغرافي ولهم الفضل في ذلك أمثال الأستاذ محمد الخراري في الأساسيات، الأستاذ نسيم العبدالجبار في معالجة الصور والأستاذ يوسف المسعود في فن التعامل مع الإضاءة.

هل تأثرت بأحد ما وكان سبباً لحبك للتصوير ؟

نعم، أستاذي الأول أبوحسين الخراري حيث كان قدوتي في التصوير وإلى الآن نتعلم منه الكثير الكثير حيث أنه لا يتوقف عن الاستمرار في التجارب الفنية الجديدة

من هو رفيق دربك عادة في التصوير ؟

زوجتي الفنانة الفوتوغرافية ساجدة العصفور حيث تعلمنا التصوير في نفس الوقت وكنا نتعاون فيما بيننا في المجال الفني حتى أن سفراتنا السياحية أصبحت لا تخلو من وقت مخصصه لتصوير حياة الناس في السفر.

ماهي أنواع التصوير المفضلة لدى أبومصطفى !

جل اهتمامي هو تصوير حياة الناس وبالخصوص في السفر حيث التعرف على ثقافات مختلفة ولسهولة التصوير هناك، وأميل أحيانًا لتصوير الطبيعة.

 أين ترى نفسك وسط الفن الفوتوغرافي الحديث؟ وماهو طموحك ؟

مصور هاوي يستمتع بما يلتقطه وبممارسة الهواية ليس إلا، طموحي الحالي هو عمل معرض شخصي مشترك مع زوجتي.

جميل جداً وكلنا في انتظار هذا المشروع ،

أبومصطفى ، اذكر لنا قصة حدثت لك أثناء التصوير لايمكن أن تنساها،،

كانت هناك حادثة حصلت لي أثناء رحلتي إلى جورجيا للتصوير كانت خلال التقاطي صور لمربية بقر وهي تستخرج الحليب من البقرة وبينما أنا أحاول التقاط الصور وإذا بتلك البقرة ترفع أرجلها الخلفية وتضرب رجلي اليمين بكل قوة مما دعاني لإيقاف التصوير والخروج من الحضيرة على الفور.

 ماهي أقرب صورة إلى قلبك ؟ ولماذا ؟ حدثنا عنها

 (صورة التقطتها في مشهد لامرأة تمشي ويظهر في الصورة جزء من سيارة أجرة صفراء تعبر مسرعةً في المشهد)، منذ أن التقطت الصورة وهي قريبة لقلبي وزاد ذلك عندما اكتسبت شهرة واعجاب واسعين وأصبحت أيقونة لي

 كيف هي مشاركتك في المعارض الضوئية ؟ وهل يمكنك تعدادها ؟

بحمد الله شاركت في الكثير من المعارض الضوئية داخل المملكة وخارجها ولا أستطيع تعدادها ولكن من ضمنها جميع المعارض الجماعية لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف منذ انتسابي لها عام ٢٠١١م وأغلب المعارض الجماعية لجماعة ألق منذ انضمامي لها كذلك عام ٢٠١٨م وقبلها كذلك وكان لي معرض مشترك مع نخبة من فناني الخليج العربي انتقل في محطتين بالقطيف والبحرين

هل أقمت معرضاً شخصياً  ؟ 

نعم، أقمت معرض شخصي واحد بعنوان “عابرون في مكان عابر” على جدران مقهى جرين سيدز يتكون من ٦ صور كجزء من مشروع تم التقاطه في مدينة مشهد للعابرين في أحد الشوارع الجميلة حيث جدرانه مزينه بألوان ورسومات متنوعة مما أكسب الصور جمالية أكثر. ولله الحمد لاقى المعرض صدى جميل لدى الحاضرين من الفنانين.

مارأيك بالمسابقات الفوتوغرافية ؟ وهل تشارك فيها ؟ وهل حققت إنجازات فيها ؟

هي محطة للفنان لتقييم جزء من أعماله الفوتوغرافية بالمشاركة فيها .. المسابقات متعددة فمنها ما هو قوي جدًا والفوز فيها صعب وعندما يفوز الفنان يكتسب سمعة قوية في أوساط الفنانين كمثل (مسابقة سوني، مسابقة سيينا، مسابقة هيبا، والمسابقات المتخصصة للصحافة والحياة البرية والطيور وغيرها). بينما هناك مسابقات كثيرة سهلة والفوز فيها يعد عاديًا كمسابقات الفياب ومثيلاتها. وهنا على الفنان أن ينصف نفسه ولا ينغمس بمبالغة في المشاركة في مسابقات الفياب التي تستنزف الكثير من الأموال بلا مردود مالي أو معنوي معتبر. نعم، لازلت أشارك في بعض المسابقات التي أرى أن الفوز فيها مكسب لأي فنان.

متى التحقت بجماعة ألق الفوتوغرافية ؟ وكيف ؟

في عام ٢٠١٨م ولكني كنت قريبًا من الجماعة قبل ذلك حيث أثبتت ألق جدارتها في تقديم العديد من الأنشطة للفنانين مما يكسبهم خبرة وصقل لمهاراتهم في زمن قصير.

حدثنا عن رأيك وعن تجربتك مع ألق ؟

تعتبر جماعة ألق من أنشط الجماعات على مستوى المنطقة وربما على مستوى المملكة في طرحها المستمر والمتجدد للأنشطة والفعاليات،، وشخصيًا استفدت الكثير مما يطرح في الجماعة، زادهم الله مقامًا ورفعة.

ماهي رسالتك التي ترغب بإيصالها للفنانين المبتدئين أو المهتمين بالتصوير الضوئي ؟

تعلم الأساسيات ومن بعدها مارس ثم مارس ثم مارس بلا توقف واعرض أعمالك على المختصين وتقبل نقدهم بكل أريحية.

كيف ترى تفاعل المجتمع مع الاعمال الفوتوغرافية ؟

بدأ التفاعل مع الأعمال الفوتوغرافية يقل عما كان عليه في السابق في أوساط الشبكات الإجتماعية بالخصوص ،، فالمصورين تشبعت أعينهم من كثرة الصور التي تعرض عليهم يوميًا على هذه المنصات. بينما أرى أن التفاعل لازال جيد في المعارض الفنية المطبوعة

هل انتقلت للتصوير بكاميرات عديمة المرآة ( mirrorless ) ؟ ولماذا ؟

نعم، حقيقةً ظهرت الكثير من الكاميرات عديمة المرآة التي تنافس وتتفوق على كاميرات DSLR وقد اقتنيت كاميرا فوجي X-T3 وأجدها ممتازة جدًا والأميز في هذه الكاميرا خفتها وحجمها الصغير مما يسهل عملية حمل الكاميرا وقت التصوير وتستطيع التحكم في الإضاءة المنخفضة بشكل اكبر من الكاميرات الأخرى.

هل قدمت محاضرات او ورشات للمصورين ؟ حدثنا عن بعضها !

نعم، قدمت بعض المحاضرات الفوتوغرافية والكثير من الدورات الخاصة بالمعالجة الرقمية.

ماهي الصورة الناجحة في رأيك ؟

هي الصورة التي تحقق الدهشة في أول نظرة لها لجماليتها وتجعل المتلقي يقف ليتمعن في كل تفاصيلها.

مارأيك بالنقد ؟ وهل تمارسه مع زملائك المصورين ؟ وكيف ترى حالة التقبل للنقد ممن هم حولك ؟

هي أداة ضرورية من أدوات تطوير الفنان في المجال الفوتوغرافي. نعم، كنت أمارسه بكثرة مع المصورين ولازلت مع البعض ولكن قللت من ذلك كثيرًا لأن البعض بكل أسف أصبح لا يتقبل النقد ويعتبر أن الناقد وكأنه ينقد المصور بعينه وليس صورته الفنية.

كل الشكر والتقدير لفناننا المتميز ابوريحانة على هذا اللقاء الجميل والذي يعرفنا أكثر على المتألقين أمثالكم ..

وفي الختام متّع ناظرينا بما لايزيد عن ١٠ صور من افضل ما التقطته بعدستك.. 

Continue Readingلقاء مع الفنان باسم القاسم

لقاء مع الفنان مهدي العوى

 

الفنان مهدي العوى ، كل عام وأنتم بألف خير  بعيد الفطر المبارك ، ونرحب بك في الملتقى الإلكتروني مع الأعضاء المتألقين في جماعة ألق الفوتوغرافية ، وفي البداية حدثنا متى وكيف تعلقت بهواية التصوير الضوئي ؟ وماهي أول كاميرا استخدمتها ! 

في أواخر المرحلة الإبتدائية كنت أتنقل في كل مكان بكامرتي الفلمية المونولتا أصور كل شي بدون تركيز أو معرفة ثم تملكت كاميرا اولومبس والتي بها الكثير من المواصفات وزوم كبير ، فكانت بمثابة نقلة نوعية بالنسبة لي. صورت الكثير من الصور، الكثير الكثير، ولكن بدون معرفة.

وفي عام 2005م كان أحد الأصدقاء (خالد السكير) مولعاً بالتصوير وكنا نتبادل أطراف الحديث ، وقد شجعني على شراء أول كاميرا DSLR D300 Nikon ومن هنا بدأت الرحلة في التعلم والممارسة. وحالياً أفكر بالتحول للكاميرات عديمة المرآة .

لماذا أحببت التصوير الضوئي؟ 

لأني أرى في التصوير الضوئي متنفساً يفتح آفاق واسعة . فالتصوير فن راقي، مترجم لما بداخل المصور، متى ما عرف استخدام الأدوات بصورة جيدة .

ماهي التحديات التي واجهتك في بداية المشوار!

التحديات كثيرة أبرزها احتياجك لتعلم مهارات كثيرة بيد أن الوقت قليل مع إلتزامك بباقي المسؤوليات. كذلك كانت مهارات المعالجة بالفوتوشوب غير متاحة كثيرا – في ذلك الوقت – مثل الآن وكذلك بعض تقنيات التصوير الواجب اكتسابها للممارسة والتوجيه .

هل تأثرت بأحد ما وكان سبب حبك لهذه الهواية ؟

نعم، الكثير من الإخوة الذين كان ولا زال لهم بصمة في حبي واستمراري في عالم التصوير الضوئي ، وحتى لا أذكر أحداً وأنسى آخراً ،  أفضل عدم ذكر الأسماء . ولكن بالمجمل الأعضاء الفاعلين في جماعة التصوير بالقطيف وجماعة ألق الفوتوغرافية حيث كانت المحرك الرئيسي لي لتعلم والمحاولة والمثابرة .

  من هو رفيق الدرب في التصوير ؟ 

حقيقة أفضل كلمة رفقاء الدرب، حيث كنت محظوظاً ومحاطاً بالكثير من الإخوة الأعزاء الذين تعلمت منهم الكثير  ، منهم توفيق آل سباع وياسر العمران وعبد الاله آل مطر وأشرف الأحمد وباسم القاسم.

 

ماهي أنواع التصوير المفضلة لديك ؟ 

حياة الناس موطن عشقي، وهي أساس المعرفة والقيم ، فأثناء ممارستي في تصوير حياة الناس أتعلم أكثر عن الحياة، أتعلم أن الإنسان هو الإنسان أينما كان باختلاف مفهومه ودينه وثقافته، هو الإنسان ببساطته وتعقيداته. أما النوع الآخر الذي أعشقه فهو التصوير المفاهيمي الذي يتيح لك التعبير بطرق مختلفة ومتنوعة.

هل يخطط أبوحسن لالتقاط المشاهد مسبقا ؟ أم انه يعتمد على ماتراه عيناه في تلك اللحظة ؟

بعض الأحداث يكون مقدراً تماما كيف ستحدث ، وهنا أخطط لها جيداً ،  و بعض الأحيان تكون الأحداث وليدة اللحظة بدون تخطيط – والأهم أن تخرج بعمل جيد أياً كان الحدث .

أين يكمن نجاح الصورة في رأيك ؟

الصورة التي تنقل المشاعر للمتلقي هي صورة ناجحة بمقدار تلك المشاعر المنقولة

أين ترى نفسك وسط الفن الفوتوغرافي الحديث؟ وماهو طموحك ؟

أرى نفسي طالب في عالم رحب أتعلم منه الكثير على الصعيد الفني والشخصي. طموحي أن أعيش تجارب أناساً خارج دائرة معارفي لأتعلم شيئاً جديداً يضيف لي معرفة جديدة .

كيف ترى تفاعل المجتمع مع الأعمال الفوتوغرافية ؟

جيد لحد ما، ولكن نطمح لمزيد من التفاعل والتقدير .

ماهي أقرب صورة إلى قلبك ؟ ولماذا ؟ حدثنا عنها

الصورة الأقرب إلى قلبي هي الصورة التي تعكس مشاعر صريحة للمتلقي، فهناك مجموعة من الصور لها قصة لذا اجدها قريبة من قلبي مثل مجموعة الصور التي تحكي قصة حب واحترام بين زوجين كبيرين في العمر .

هوايتك الثانية هي السفر كما أخبرتنا , حدثنا عن تجاربك في التصوير في السفر ؟

نعم، إني من عشاق السفر. في كل رحلة كان احتكاكي بالناس وحياتهم تضيف لي معرفة بعد العديد من الرحلات التي أغلبها لم تكن يسيرة ،  بل صعبة ومحفوفة بالمخاطر، لكن الشغف وحب المعرفة كان هو الذي يمدني بالطاقة للمزيد من العطاء .

نلاحظ في أعمالك لمسة خاصة ومميزة في المعالجة، فما سبب اختيارك لهذا التأثير ؟

أحاول أن أجد لي طريقة تناسب ما ارغب في ايصاله للمتلقي. لإيصال الرسالة وبعد مجموعة من التجارب وجدت هذه المعالجة هي الأنسب ولربما تتغير بعد حين. فلا أجد انه إلزام عليَّ أن أتقيد بمعالجة واحدة ولكن من الجيد أن اهتم بما أرغب في ايصاله بصورة صحيحة وغير مبالغ فيها .

هل شاركت في معارض ضوئية ؟ وهل أقمت معرضاً شخصياً لك ؟

نعم لدي الكثير من المشاركات في معارض ضوئية ، كما كانت لدي تجربة مع خمسة إخوان بإقامة معرض (معرض رؤيتي) وهو معرض خاص ذو طابع مختلف عما يعرض في المحيط الفوتوغرافي وكانت تجربة ثرية أضافت لي الكثير .

مارأيك بالمسابقات الفوتوغرافية ؟ وهل تشارك فيها ؟ 

كانت لي مشاركات سابقة وقد فزت ببعض الجوائز – وأنا لست من المهتمين بهذا المجال ولربما قصور مني

حدثنا عن جماعة ألق وعن تجربتك معها ؟

ألق هو بيت يضمنا تحت جلبابه. من البدايات انضممت لهذه الجماعة والتي أضافت لي وللوسط الفني الكثير الكثير ولا زالت أحد أهم أعمدة الحراك الفني الفوتوغرافي بالخليج . ولدي طموح كبير بأن أرى ألق تُنَظِم حدثاً فوتوغرافياً عالمياً بصورة معرض أو كتاب أو حدث .

ماهي رسالتك التي ترغب بإيصالها للفنانين المبتدئين أو المهتمين بالتصوير الضوئي ؟

الفن ليس موهبة فقط ، فهو ممارسة وتدريب مستمر ، فكن شغوفا ومتفاني فالفن للجميع .

هل قدمت محاضرات او ورشات للمصورين ؟

نعم ، قدمت عدة دورات في التصوير الضوئي ومحاضرات في التكوين الفني وثقافة المعارض الفنية وغيرها ، وكان آخرها محاضرة ( بدون ألوان ) مع جماعة وميض .

وفي الختام شكراً لك فناننا الراقي ابوحسن على هذا اللقاء الممتع ، ونختتم اللقاء بمجموعة من أعمالك الفنية التي تعتز بها .

Continue Readingلقاء مع الفنان مهدي العوى

لقاء مع الفنان أحمد آل حماد

الفنان أحمد آل حماد من الفنانين المبدعين والمتألقين في جماعة ألق الفوتوغرافية  وأحد أعضاء مجلس الإدارة الفاعلين  ، نرحب به في هذا اللقاء السريع و في البداية حدثنا عن بدايتك في التصوير الضوئي  وماهي أول كاميرا استخدمتها!؟

منذ الطفولة في سن العاشرة كانت أول كاميرا اقتنيتها كاميرا الفلم التقليدية كوداك 24 و36 صورة. كانت حصيلة التخزين والتخطيط المالي لشراء أول كاميرا فلمية من كوداك ولا أنسى رقمها (ستار 110) ذات إطار ذهبي جذاب نحيفة وخفيفة الوزن.

 

 ماهو سبب حبك للتصوير الضوئي؟ 

التصوير الضوئي له علاقة قوية ومتينة مع فن الرسم وهذا ما جذبني إليه كوني من عشاق فن الرسم وخصوصاً الرسم بأقلام الرصاص الأقرب إلى تصوير الأسود والأبيض، التصوير يُخلد الذكريات واللحظات الجميلة، فعندما أنظر إلى صور أناس قد فارقوا الحياة أجدد الذكريات في خاطري وأعيش تلك اللحظات كأنها حديثة الساعة.

ماهي التحديات التي واجهتك في بداية المشوار!

التحدي الأول كان المفرح المحزن أثناء تحميض الأفلام. كم صورة احترقت وكم صورة ناجحة، كم صورة الفوكس (التركيز) صحيح أو خاطئ. بحكم قلّة المعرفة بدأت بشراء أنواع من الأفلام ولم أكن أعلم أن هناك أرقام تبين نسبة حساسية السنسر للضوء (ISO) وكنت أجهل طريقة ضبط الفوكس قبل التصوير مما يجعلني أصيب بخيبة أمل أثناء التحميض وطباعة الصور، الآن ومع هذا التقدم التقني الهائل وسهولة تبادل الخبرات أتذكر تلك اللحظات الخالدة.

هل تأثرت بأحد ما وكان سبب حبك لهذه الهواية ؟

في الحقيقة حبي للتصوير وجد بعد انجذابي للكاميرا وما يمكن أن تصنعه في تخزين اللقطة والموقف والزمن، أتى بعد ذلك أخي الأكبر وعنده كاميرا نيكون فلمية ذات جودة عالية. بعد ذلك أحببت أن أصقل هذه الموهبة وأن يكون أخي هو المؤثر الأكبر بالنسبة لي. بعدة فترة من الزمن كان المؤثر هو المصور العالمي زاك آيرس صاحب كتاب ون لايت (One Light ) الذي غير نظرتي في التصوير بشكل كبير لما يحمله من مبدأ مختلف كونه يؤمن بنظرية التصوير بمصدر إضاءة واحد فقط! وهي كافية لتخرج صورة ناجحة إذا كان المصور يملك القدرة والمهارة. هنا نتعلم درساً، أنه مهما اقتنيت من معدات تصوير وأنت لا تجيد استخدامها واستغلالها فهو هدر للمال. أقل التكاليف وكثرة الخبرة والممارسة تنافس أكبر المعدات لا شك.

  
 

ماهي أنواع التصوير المفضلة لكم  ؟

ما زلت مولع بحب تصوير الأشخاص وهو الأقرب لقلبي ولا يعني أنني لا أهتم بباقي أنواع التصوير، فكان لي عدة تجارب في تصوير الماكرو – لاند سكيب – الطبيعة الصامتة – المنتجات – الآثار – التصوير الرياضي الخ، لكني أُفضل تصوير البورتريه وخصوصًا خارج الاستديو عندما يمتلك مشاعر مميزة وإضاءة طبيعية مختلفة عن الاستديو.

 

 أين ترى نفسك وسط الفن الفوتوغرافي الحديث؟ وما هو طموحك؟؟

أستطيع القول إنني في الوسط تمامًا أحمل ثقافة الماضي وتقدم وتقنية الحاضر، طموحي هو إصدار كتاب إلكتروني أو فلم قصير اسمه “من الرسم إلى التصوير الضوئي”.

 حياة المصورين مليئة بالأحداث ، اذكر لنا قصة حدثت لك أثناء التصوير لا يمكن أن تنساها!

من القصص التي لا أنساها كانت في عام 2013 في دولة مصر العربية في زيارة عمل وكان هناك فرصة لزيارة الأهرامات وأخذ صور تذكارية، وعند وصولي إلى الأهرامات، ذُهلت بهذا الحجم والحضارة فقررت استخدام كاميرتي الاحترافية، وقررت النزول داخل الهرم الأكبر خوفو تحت الأرض حوالي 30 متر، ونسبة الأكسجين كانت قليلة وكنت أحمل على ظهري حقيبة تزن حوالي 15 كيلو ، مشيت منحني الظهر حتى وصلت إلى نهاية المعبد وكان دخول الكاميرا واستخدام الكاميرا الاحترافية ممنوعًا قطعيًا ! ، ولم أستطع أن أتمالك نفسي من استخدام الكاميرا لما رأته عيناي من مناظر لا تُنسى وعند صعودي للسطح قام شخص بإبلاغ الشرطة السياحية لأنني خالفت القانون، وتم تدارك الأمر بعد ذلك ولله الحمد .

ماهي أقرب صورة إلى قلبك؟ ولماذا؟ حدثنا عنها

مجموعة صور تعود لعمي رحمة الله عليه، كانت تعود لعام 2009 في جلسة تصوير كانت الأولى والأخيرة، كانت الجلسة الأولى لي مع شخص ذو وقار وهيبة وكنت في بداية مشواري الفني وبداية الإحتراف، بعد رحيل هذا العَم صُدمت بأنني الوحيد الذي يملك صور احترافية ذات جودة عالية مما جعل السعادة تغمر عائلة الفقيد وتجعلني أبدو الشخص الذي يمتلك الذكريات وأجمل اللحظات.

أبومحمد ، ماذا عن المعارض الضوئية؟ هل تشارك فيها  ؟  وهل أقمت معرضاً شخصياً لكم ؟ ولماذا ؟

نعم شاركت في عدة معارض محلية ودولية أبرزها مسابقة آل مكتوم في دولة الإمارات العربية المتحدة ، معرض التصوير الحسيني في العراق والبحرين، المعارض المحلية في المملكة العربية السعودية ومن أبرزها معرض جماعة القطيف وسيهات، معارض جماعة ألق الفوتوغرافية كوني من أعضائها و عضواً بمجلس الإدارة واللجنة الفنية . أما بخصوص المعارض الشخصية فللأسف ، لم يسعني الوقت، لكن هذا من الأهداف التي أطمح إليها وهي من قائمة أولوياتي في المستقبل القريب كوني أمتلك مجموعة من الأعمال ليست بقليلة في عدة مواضيع مختلفة.

كل التوفيق لكم ونترقب إبداعاتكم ، وهنا سؤال آخر ، ما رأيك بالمسابقات الفوتوغرافية؟ وهل تعني لك الجوائز ؟

المسابقات الفنية رائعة وتعتبر من الأمور المؤثرة على كل فنان تشكيلي أو مصور فوتوغرافي لما تحتويه من تنوع فني وتغذية بصرية. نعم أكبر إنجاز هو المشاركة وتخليد بصمة داخل كل معرض بغض النظر عن المركز أو الجائزة.

هل قدم الحماد محاضرات أو ورشات للمصورين ؟ حدثنا عن بعضها ! ؟

نعم ، قمت قدمت عدة محاضرات نظرية وعملية في عدة أماكن ، مع جماعة ألق أبرزها التصوير بمصدر إضاءة واحد – معالجة صورة البورترية – التصوير بإضاءة مستمرة – التصوير الشخصي (سلفي) ودورة تصوير البورترية – أبرز الإضاءات – الاقتطاع.
من أبرز تلك المحاضرات، “One Light ” التصوير بمصدر إضاءة واحد وكانت هي انطلاقتي كونها صادمة لكثير من الأشخاص المعتقدين بأن المصور المحترف يجب أن يملك معدات ضخمة وكثيرة لكي يخرج بصورة احترافية داخل الاستديو.

حدثنا عن أحمد آل حماد وعلاقته في ألق ، متى التحقت بجماعة ألق الفوتوغرافية؟ وكيف؟ حدثنا عن رأيك وعن تجربتك مع ألق ؟

في عام 2012 ( بداية انطلاقها ) ، عن طريق أحد الأشخاص المقربين قام بنصيحتي بأن أكون مع عدة مجموعات وألا أكون حَكرا في مجموعة واحدة.. ، ألق بالأمس واليوم كانت ولا زالت من الجماعات المميزة فهي جماعة نشطة وفعالة وجهة غير ربحية تضم نخبة من الفنانين والمحترفين. يمكننني القول أن ألق هي الأقرب إلى قلبي كوني أنتمي إلى عائلة وليست جماعة فقط، ففي عام 2018 رُشحت لأكون رئيس للجماعة لمدة السنة تقريبًا وكانت من التجارب المميزة التي تُذكر مع نخبة من الكوادر والفنانين.

هل تخطط لالتقاط المشاهد مسبقا ؟ أم أنك تعتمد على ما تراه عينيك في تلك اللحظة؟؟

نعم، التصوير الفوتوغرافي أشبه بالشعر العربي فالشاعر أحيانًا يُلهم بفكرة أو موقف ويبدأ بكتابة الشعر وأيضًا يأخذ وقت في التفكير والإلهام ليخرج بفكرة وقصة شعرية.

مارأيك بالنقد ؟ وهل تمارسه مع زملائك المصورين ؟ وكيف ترى حالة التقبل للنقد ممن هم حولك ؟

النقد هو دراسة العمل بشكل عام ويبين لنا حجم وقوة / ضعف العمل. نعم كثير من الفنانين يتواصلون معي بشكل خاص يطلبون نقد بعض الأعمال بكل صراحة والحمد لله إنني امتلك قاعدة جماهيرية واسعة في مجال النقد الفني مما يجلب للمصورين الطمأنينة كوني أنظر إلى القوة والبساطة وأشير للمشتتات والسلبيات إن وجدت، أذكر أنني نشرت موضوع وهو نقد العمل الفني في إحدى المنتديات ومنصات التواصل الاجتماعي في عام 2018 .

وقبل الختام ، ماهي الصورة الناجحة في رأيك ؟وكيف يمكن للمصور أن يحسّن من مستواه الفني ؟

الصورة الناجحة برأيي هي الصورة البسيطة التي تشد انتباهك وتصل إلى قلبك دون مشتتات. ويمكن للمصور رفع مستواه الفني عن طريق التغذية البصرية بالدرجة الأولى ومن ثمَ دراسة كاميرته ليتعرف على قدرتها وخصائصها ليكون أسرع في استخدامها وتفادي ضياع الوقت أثناء مشاهدة لقطة فنية لا تفوت. بعد ذلك دراسة الإضاءة والتكوين وأخذ الوقت الكافي في كل تخصص لضمان تمكنك منه بكل احترافية.

أخيراً ، ماهي رسالتك التي ترغب بإيصالها للفنانين المبتدئين أو المهتمين بالتصوير الضوئي؟

عليكم بالصبر وكسب المهارات اللازمة وأن تكونوا يدًا بيد مع الأعضاء المحترفين وتعلم الأساسيات على أكمل وجه. أيضا لا ننسى طلب النقد الفني من الأشخاص الذين يملكون حس فني وذائقة فوتوغرافية كون النقد يعالج الأخطاء وينمي الحس والتذوق الفني. عدم صرف مبالغ طائلة في جمع معدات التصوير، دائمًا اقتني المعدات التي تحتاجها فقط وتناسب مجالك الفني وأعلم بأن المعدات مجرد مكملات وأنت الأساس (الرجل الذي يقف خلف الكاميرا).

شكراً لك أبومحمد على هذا اللقاء الجميل والممتع ، ونحن في جماعة ألق الفوتوغرافية نفتخر بالفنان أحمد آل حماد  وبإنجازاته الفنية وتميزه الراقي .  فلك كل الشكر والتقدير.

 ختاماً ، متّع ناظرينا بعشرة أعمال من أعمالك الفنية ، مع نبذة لكل صورة ..

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 70-200 في مدينة أوستن في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2013

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 70-200 في مدينة أدينبرا في أسكوتنلدا عام 2014

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 50m 1.4 في المملكة العربية السعودية عام 2011

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 50m 1.4 في المملكة العربية السعودية عام 2012

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 50m 1.4 في المملكة العربية السعودية عام 2012 وهي تمثل نظرية الون لايت (One Light ) بمصدر إضاءة واحد فقط من الخلف وعاكس أمامي جهة اليمين بدرجة 45 والنتيجة هي صورة بنوع إضاءة مميزة سبلت لايت الشهير يوحي بالغموض وإخفاء المشاعر.

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 50m 1.4 في المملكة العربية السعودية عام 2015 من نوع إضاءة Low Ley بحيث يكون الموضوع الرئيسي غارق في الظلال بنسبة 70% و 30% تكون إضاءة، هذا النوع من الإضاءة يوحي بالحزن والألم وإخفاء المشاعر.

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة m105 ماكرو في المملكة العربية السعودية عام 2011 وهي من تجارب تصوير الماكرو والزهور.

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 70-200 في المملكة العربية السعودية عام 2019 مع ورشة ألق لتصوير الطيور كانت من التجارب المميزة والتغيير بالنسبة لي

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 70-200 في مدينة أبردين في أسكوتنلدا عام 2014 لرجل مسن ينظر إلى حديقة الساحل قرب القصر الملكي ليتمكن من مشاهدة ابنته التي تعمل في تنظيم خط السير العسكري الاستعراضي بشكل يومي وهو فخور بها.

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 70-200 في المملكة العربية السعودية عام 2012 لرجل مؤمن من قرية الأوجام في كل عام وهو من المشاركين في عزاء الزنجيل منذُ زمن طويل، كلما رأيته انتابني شعور غريب كأنني أرى شخص في الموكب وقلبه مع الإمام الحسين علية السلام، بعد سنوات وفي محل الصدفة لقيت هذا المؤمن وعلية عمامة وكان حدسي في محلة.

هذه الصوة تم التقاطها بعدسة 50m 1.4 في المملكة العربية السعودية عام 2010 في رحلة الى الصحراء شمال المنطقة وهو يشعل النار ليضع علامة للمسافرين وأيضًا هذه دلالة على الكرم والضيافة لدى العرب إلى يومنا هذا.

Continue Readingلقاء مع الفنان أحمد آل حماد

لقاء مع الفنان هاني المرهون

الفنان هاني المرهون ، أحد الفنانين البارزين في المنطقة ، وأعماله الفنية تتحدث عن جمال موهبته ومستوى فنه الراقي ، بداية نرحب بالفنان أبوعبدالله في هذا اللقاء الجميل ونفتتح الحديث بالسؤالي الأول : ياترى ، كيف تعلق الفنان هاني بالتصوير الضوئي وكيف كانت بدايته ؟ وماهي أول كاميرا استخدمها ؟

كانت البداية في عام ٢٠٠٦م عندما اقتنيت كاميرا نيكون D90، ومثل كل البدايات البسيطة كانت محاولات لالتقاط صور من زوايا مختلفة والتعرف على الإعدادات المختلفة للكاميرا. وكانت صوري تقتصر في مجملها على توثيق الأوقات و اللحظات في الإجتماعات العائلية وأثناء السفر.

 

 ماهو سبب حبك للتصوير الضوئي؟ 

لطالما كان التصوير باباً للخروج من زحمة الحياة ومشتتاتها،  أرى أن التصوير أداة ثقافية مهمة في التواصل بين الناس على اختلاف أجناسهم و مللهم و ألسنتهم، وقد أصبحت الصورة حاضرة في الكثير من المجالات وتقف خلف الكثير من الأفكار. وحيث أن ما تراه العين أبلغ وأصدق مما تسمعه الأذن فإن للصوره تأثير واضح في تشكيل خبرات ومواقف الأفراد إزاء ما يحيط بهم من مجريات الحياة وتكوين الكثير من الأفكار والإنطباعات عن غيرنا من خلال الصورة، فهناك الكثير من البلاد التي لم نزرها ولكن لدينا الكثير من المعلومات عنها وعن حياة وثقافة أهلها اكتسبناها من خلال الصورة.

ماهي التحديات التي واجهت الفنان أبوعبدالله في بداية مشواره الفني !

التحديات كثيره ولعل أبرزها هو إدارة الوقت وتخصيص وقت كافي لممارسة التصوير إذ ان اتقان مهارات التصوير يحتاج الى الممارسة المستمرة وفي ظروف مختلفة لكن هناك أولويات أخرى منها مسئوليات البيت والأسرة وأخرى مجتمعية تتقدم أهميتها على هذه الهواية ، لذا ينبغي الموازنة بين ممارسة الهواية وبين المسئوليات الأخرى.

هل تأثرت بأحد ما وكان سبب حبك لهذه الهواية ؟

الأسماء اللامعه في تصوير الطبيعة كثيرة ولكل مصور طريقته الخاصة في التقاط الصور وذوقه الخاص في المعالجة، هناك من يعجبني اختياره للزوايا والتكوين بينما يعجبني أسلوب مصور آخر في المعالجة و إخراج العمل بصورته الفنية. تصوير الطبيعة والمعالجة تخضع بدرجة كبيرة إلى ذائقة المصور والتي مع الوقت والممارسة تتضح أكثر ، وبالتالي تميز كل مصور عن الآخر. 

  

أبوعبدالله ، من هو  رفيق دربك في التصوير ؟

التصوير هواية جميلة أهدتني صداقات جديدة محلياً وأيضاً في بلدان مختلفة حول العالم، البداية كانت جهود شخصية عشوائية بدرجة كبيرة لكن بوجود أصدقاء مثل الفنان مجدي النصر والفنان زكريا آل حمد تعلمت منهم الكثير من المهارات الفنية وكذلك تعلمت توجيه اهتمامي إلى مجال التصوير الذي أفضل وهو ما جعلني أشعر بشغف أكبر للإستمرار.  وحيث أن التصوير يعد من الفنون التطبيقية التي تعتمد على الممارسة كانت وما زالت كاميرتي صديقتي الحقيقية ورفيقتي الدائمة في جميع رحلاتي، فهي التي عاشت معي لحظات وذكريات لاتنسى وشهدت على إخفاقاتي ونجاحاتي وساعدتني على توثيق أجمل المناظر الطبيعية والمشاهد الرائعة.

 

ماهي أنواع التصوير المفضلة لكم  ؟

لطالما كانت صور المناظر الطبيعية تستهويني وتثير فيَ الإعجاب وتساؤلات كثيره عن الطبيعة وجمالها والرغبة في زيارة مناطق مختلفة من العالم والتقاط صور جديرة بأن تعلق على الجدار. كذلك تصوير الحياة البرية أجد له حيزاً واهتماماً كبيراً يغذي رغبتي في تعلم ومراقبة وتوثيق سلوك الحيوانات والطيور في بيئتها الطبيعية، إن تصوير الطبيعة بشكل عام فيه الكثير من التحدي وتخطي ما هو مألوف ومتوقع ، وهو مايضيف متعة وتشويق لهذه الهواية.

 

أيهما اقرب إليك ؛ تصوير الطبيعة أم حياة الناس ؟ ولماذا ؟

تصوير الطبيعة هو الأقرب والأحب إلى نفسي لأنه يتطلب التواجد وسط الطبيعة وهو ما أجده مريحاً للنفس وفيه تصفية للذهن وأيضاً فرصة للتخلص من ضغوط الحياة اليومية، كما أن تصوير الطبيعة لا يخلو من المغامرة والجهد البدني والذهني لمواجهة غير المتوقع.

هل تخطط لالتقاط المشاهد مسبقا ؟ أم أنك تعتمد على ماتراه عينيك في تلك اللحظة ؟

عادة تكون الفكرة قد أعدت مسبقاً قبل الذهاب لموقع التصوير ، لكن في كثير من الأحيان تكون أحوال الطقس مغايرة لما هو متوقع وبالتالي يتعذر تنفيذ الفكرة.  عندها يتم إعادة بناء الفكرة من جديد بحسب ماهو قائم ومتاح، في رأيي هنا يكمن التحدي من خلال المرونة والقدرة على التعامل مع الظروف المتغيرة والخروج بعمل فني مقبول..

ماذا يعني لك الفوتوشوب ؟ وهل ترى أنه يجب أن تكون هنالك قيوداً في معالجة الصور الفوتوغرافية  ؟ أم ترى أن الفن باب مفتوح لاقيود له ؟!

الفن باب مفتوح لا قيود له ولا أرى مانع من إضافة عنصراً آخر مثل الغيوم لصورة ليس فيها غيوم طالما أن هذه الإضافة ليست غريبة أو مستبعدة الحدوث في موقع التقاط الصورة. أعتقد بضرورة تبني فلسفة ومنهج مبني على أسس  وقوانين الطبيعة في معالجة صور الطبيعة والتي تعتمد على توظيف الأضداد كالضوء والظل والبعيد والقريب والألوان الحارة والألوان الباردة لتعزيز عمق الميدان ولإضافة ذلك البعد الثالث للصورة. إن المعالجة الناجحة أحد الأسباب الرئيسية في نجاح العمل الفني.

هل يقدم الفنان هاني المرهون محاضرات أو ورشات للمصورين ؟ 

قدّمت خمس محاضرات لخمس جهات مختلفة من ضمنها جماعة ألق الفوتوغرافية عن تجربتي في تصوير الطبيعة ولماذا  أفضل تصوير الطبيعة عن غيره من مجالات التصوير، وكذلك تحدثت عن محتويات حقيبة مصور الطبيعة وأشهر الحيل التي يلجأ لها مصوروا الطبيعة للتغلب على مصاعب التصوير ، وعن أهمية التكوين والمعالجة .

 

 

أين ترى نفسك وسط الفن الفوتوغرافي الحديث؟  وماهو طموحك ؟

التصوير  فن جميل وهادف مثل الرسم والقراءة والشعر يحتاج إلى موهبة وأيضاً العمل على تنمية هذه الموهبة وتطويرها من خلال الممارسة المستمرة، الإستماع لآراء النقاد، والتغذية البصرية، وهذا ما أطمح له ، أن اكتسب الموهبة وأنميها حتى أتمكن من تكوين رؤية مختلفة تماما ًعن رؤية الأخرين.

 

اذكر لنا قصة حدثت لك أثناء التصوير لايمكنك نسيانها ؟ 

كثيرةٌ هي المواقف ، منها الطريف ومنها ماهو صعب، فمن المواقف المحرجة والطريفة حدثت في رحلة شمال النرويج ، وقتها كنا متجهين لأحد الشواطئ لتصوير غروب الشمس ، ولكي نصل إلى الشاطئ كان لابد من السير على الأقدام و العبور بين البيوت ولم يكن يوجد أي إشارة أو علامة تدل على أن الشاطئ ملكية خاصة، وأثناء توجدنا عند الشاطئ جاءنا رجل وكانت علامات الغضب واضحة على وجهه و أخبرنا بأننا تعدينا على ملكه الخاص وبدون إذن وأنه سوف يبلغ الشرطة !! اعتذرنا منه وأخبرناه أننا لم نعلم أنها ملكية خاصة وأننا لم نرى ما يدل على ذلك! لكنه ظل منزعجاً وملء وجهه الغضب ! إلى أن علم أننا أتينا من بلاد بعيدة في رحلة لتصوير الطبيعة عندها طلب ممازحاً من كل واحد صورة لكي يسامحنا !  .

ماهي أقرب صورة إلى قلبك ؟ ولماذا ؟ حدثنا عنها

إن مجموع الصور التي التقطتها هي بمثابة كتاب ذكريات للحظات جميلة عشتها بين أحضان الطبيعة وستبقى هذه الذكريات حاضرة بكل تفاصيلها في ذهني في كل مرة أنظر فيها لهذه الصور، ولعل صور الشفق القطبي (أو الأورورا) أجدها أكثر تميزاً وجاذبية لما لهذه الظاهرة الفلكية من السحر والجمال وما يثير الدهشة والإعجاب، وقد كانت ملهمة للشعوب القديمة لنسج القصص والأساطير ما كوّن فلكلوراً مثيراً للإهتمام وملهماً لبعض الصور التى التقطها.

هذه الصورة مستوحاة من أساطير بعض الشعوب القديمة التي تدور أحداثها عن قصة حب بين آلهة الفجر (الأورورا) التي توصف بأنها شديدة الجمال والأمير تيثنيوس وهو من بني البشر، تقول الأسطورة بأن العاشقين قررا الزواج ولكن بسبب أن الأورورا من جنس الآلهة الخالدة  والأمير من جنس البشر الفاني طلبت الأورورا من إله الخلود (جوبيتر) أن يهب الخلود إلى تيثنيوس ، وبالفعل وهبه الخلود لكنها نسيت أن تطلب له الشباب الدائم، ومع مرور السنين تقدم تيثنيوس في العمر وشاخ وهرم وأعيته الأمراض والعلل لكنه لم يمت لأنه مخلّد ، وقد أصبح مصدر إزعاج للأورورا وهي الخالدة صاحبة الجمال الفائق والشباب الأبدي، فما كان منها إلا أن أودعته في بيتٍ مهجورٍ في مكان بعيد وهجرته للأبد، ولكثرة أنينه أشفق عليه بقية الآلهة وحولوه إلى جندب والذي ما زال يأن ويزن ليومنا الحاضر.

حدثنا عن تجاربك في المعارض الضوئية ! وهل أقمت معرضاً شخصياً لكم ؟

شاركت في عدة معارض منها معرض بروفوتو الثاني ”حكاية“ ومعرض التصوير الضوئي ضمن مبادرة تكوين في مركز الرامس الثقافي والمعرض الفوتوغرافي المتنقل المشترك مع القنصلية الأمريكية بالظهران عام ٢٠٢١م ومعرض جماعة التصوير الضوئي بالقطيف لعام ٢٠١٩م وكذلك المعرض السنوي لجماعة ألق للتصوير الفوتوغرافي لعام ٢٠١٦م . أما بخصوص إقامة المعرض الشخصي ، فهي  من الأفكار والمشاريع التي أطمح لتنفيذها لكنني لم أوفق لإتمامها حتى الآن .

 

نسأل الله لكم التوفيق في تنفيذ هذا المشروع وكلنا شوق له ، سؤآل آخر نطرحه عليك ، مارأيك بالمسابقات الفوتوغرافية أستاذ هاني ؟ وهل تشارك فيها ؟ 

لكل واحد منا حد أدنى من الغرور (اذا جاز التعبير) والإعتزاز بالنفس يمكنانا من المحافظة على المكتسبات التى حققناها خلال الفترات السابقة من حياتنا ، وتحفزنا لتحقيق المزيد وهو أمر مستحسن ولا ضير فيه، ومما لا شك فيه أن فوز صورة في مسابقة فيه إرضاء لهذا الغرور الحميد وتتويج لجهد المصور، لكنني لا أرى نفسي مستعداً لخوض غمار المسابقات في الوقت الحاضر.

أرى في التصوير مساحة كبيرة للإبداع والتعبير عن رأيي الخاص لموضوع الصوره وكيفية التقاطها واخراجها بشكلها النهائي أثناء المعالجة، بينما المسابقات وفي كثير من الأحيان تفرض بعض الإملاءات والقيود، أيضاً تحكيم الصور يخضع وبدرجة كبيره لذوق ومزاج المحكّم وهو ما لا أراه مناسباً لي، وكما أسلفت سابقاً ، إن مجموع الصور التي التقطتها عبارة عن كتاب ذكريات لأوقات وتجارب عشتها واستمتعت بها لذا أرى انه من غير المناسب ان أخضعها للتقييم لغرض الفوز أو الخسارة، هي في نظري كلها فائزة لأنها حققت الغرض منها وأعطتني الراحه ومتعة التقاطها واخراجها كما أردتها.

ماهي الصورة الناجحة في رأيك ؟

الصورة الناجحة هي التي تجمع بين الإضاءة الجميلة والموزونة مع التكوين الصحيح والموزون أيضاً. فمن الضروري أن يكون موضوع الصورة واضحاً وذا سيادة كما ينبغي أن يكون للصورة مدخل يقود المشاهد للموضوع الرئيسي وأيضاً وجود عناصر أخرى أقل سيادةً أمر مُهم لتقوية تكوين الصورة وللتخلص من الهيمنة المطلقة للعنصر الرئيسي في الصورة.

حدثنا عن التحاقك بجماعة ألق الفوتوغرافية  ؟ متى وكيف ؟ وكيف كانت تجربتك في ألق ؟

البداية كانت في منتصف عام ٢٠٢٠م بناءً على نصيحة من الأخ والصديق زكريا آل حمد ودعوة كريمة من الأخ والصديق ابراهيم آل قنيص، كان ذلك بعد أن قدمت محاضرة عن تصوير الطبيعة من خلال برنامج زوم بتاريخ ٢٠٢٠/٠٦/١٠م للجماعة، حينها راسلني الأخ والصديق ابراهيم آل قنيص و زودني برابط العضوية ودعاني للإنضمام إلى جماعة ألق الفوتوغرافية.

ألق من الجماعات الفوتوغرافية النشيطه جداً في طرح الأنشطة الإثرائية المدروسة بعناية بشكل دوري ومستمر والتي تناسب كافة المستويات، كما أن ألق تضم مجموعة من الفنانين المميزين وذوي الخبرة المتنوعة في مجالات التصوير المختلفة وهو ما يضيف ويقوي من جودة النقاشات التي تدور بين الأعضاء، أستطيع أن أقول إن تجربتي مع ألق ناجحة جداً وتحقق أهدافي من ممارسة هواية التصوير ، كالتواصل مع الناس بلغة فنية وجميلة وتكوين صداقات جديدة و اكتساب مهارات ومعلومات فنية . أنا سعيد جداً بانضمامي إلى جماعة ألق. 

ماهي رسالتك التي ترغب بإيصالها للفنانين المبتدئين أو المهتمين بالتصوير الضوئي ؟

التصوير هواية جميلة أهدتني أوقات وتجارب لاتنسى، وصداقات جديدة محلياً وفي بلدان مختلفة حول العالم وهي ايضاً وسيلة لتنمية الذات واكتساب المعلومات والتواصل مع العالم الخارجي، قد تكوت البدايات متشابهة لكن التصوير من الفنون التطبيقية التي تعتمد على الموهبة الداخلية فإن الممارسة المستمرة إذا صاحبتها التغذية البصرية والإطلاع على تجارب الآخرين وكذلك الإستماع والأخذ بنصائح من سبقونا في هذا المجال ستنمو فينا هذه الموهبة والتي بدورها ستنقلنا إلى مستويات متقدمة ، بحيث تكون لنا رؤانا الخاصة وتميزنا في أعمالنا.

استمعت جداً بالحديث معك فناننا أبوعبدالله ، شكراً جزيلاً لكم ولما تقدمونه من عطاء ودعم وتشجيع للمصورين وللساحة الفنية ، ونسأل الله لكم دوام التوفيق والنجاح . ونحن في جماعة ألق الفوتوغرافية نفتخر بالفنان هاني المرهون وبإنجازاته الفنية وتميزه الراقي . 

 يي

وقبل الختام .. متّع ناظرينا بعشرة أعمال من أعمالك الفنية ، مع نبذة لكل صورة ..

للحظات ما قبل الأخيرة لغروب الشمس وانعكاس جبل هود على مياه بحيرة تريليوم في ولاية اوريغن الأمريكية

شلالات بانثر كريك في ولاية اوريغن الأمريكية

جبل كيركيوفل في شمال ايسلاندا

شذرات من الشفق القطبي فوق جبل فستراهورن في الجنوب الشرقي لايسلندا

جبل ستستند في شمال النرويج، الرمز الوطني لدولة النرويج

شروق الشمس على شاطئ هوكلاند في شمال النرويج

صحراء ليوا، امواج ذهبية وكثبان رملية بحجم الجبال، خطوط وانحناءات رسمتها الرياح

صخور منطقة تبوك وقد نحتتها وشكلتها الرياح على مدى عشرات لسنين في اشكال غريبة ومذهلة

عين نيوم، كما يحلو للبعض تسمية هذا القوس الصخري الذي تشكل على مدى عشرات السنين في صحراء بجده في منطقة تبوك.

غروب الشمس فوق جبال نواحات في منطقة حائل

Continue Readingلقاء مع الفنان هاني المرهون

لقاء مع الفنان السيد شاكر الورش

أبو هاشم ، في البداية، حدثنا عن بداياتك الجميلة في عالم التصوير الضوئي!

بدأت حكايتي مع الكاميرات الفلمية عندما اقتنيت أول كاميرا (كوداك) فلمية ذات الـ 24 صورة وأنا في المرحلة المتوسطة وبعدها اقتنيت كاميرا فورية (بلورايد) ثم اقتنيت أكثر من كاميرا فلمية ذات 36 صورة، وكنت أوثق بعض المناسبات العائلية وصور الأطفال واجتماعات الأصدقاء والرحلات الترفيهية والأسفار المتعددة. في عام 2007 اقتنيت أول كاميرا رقمية ومنها سعيت لصقل الموهبة وحضرت دورات في أساسيات التصوير والمعالجة الرقمية وكانت انطلاقة جديدة في عالم التصوير حيث كانت المنتديات هي المنصة المشهورة في تلك الفترة لتواصل هواة التصوير وتبادل الخبرات والآراء والنقد الفني.

ماذا يعني لك التصوير الضوئي؟ ولماذا أحببته؟

التصوير وسيلة لتجسيد الأفكار والمشاعر، وإيصال الرسائل للمتلقي من خلال الضوء و العدسة فكما أن الرسام يعبر عن أفكاره و مشاعره بالريشة و الألوان ليخرج لنا لوحة فنية تحمل الكثير من الأفكار و المشاعر، وكذلك الشاعر عندما يعبر عن فكره و خياله و مشاعره بالحروف والكلمات التي تصنع القصيدة المتكاملة، فكذلك التصوير الفوتوغرافي كغيره من الفنون البصرية الجميلة يهدف لإيصال رسالة للمتلقي سواء كانت رسالة مجتمعية أو جمالية أو ثقافية أو مفاهيمية أو غيرها.

ماذا عن أبرز الأهداف التي تتطلع إليها من خلال عدستك الضوئية ؟

تتعدد الأهداف بتعدد مجالات التصوير ، فمثلاً تصوير التراث القطيفي و المباني الأثرية و بعض العادات التي تكاد تندثر و كذلك تصوير ما تبقى من مزارع النخيل و يوميات الفلاحين المكافحين ، كل ذلك بهدف توثيق التراث للتاريخ و الأجيال القادمة التي قد لا تعرف الكثير عن هذه الكنوز.
أما تصوير السفر -الذي هو عشقي منذ الطفولة- فهدفي منه هو إطلاع الآخرين على ثقافات و عادات و أديان مغايرة تماماً لما لدينا ، و قد شاركت بعدة تقارير سفر مصورة في بعض منتديات السفر و السياحة سجلت فيها جولاتي و انطباعاتي في هذه الرحلات و كذلك ألقيت أكثر من محاضرة لعرض بعض تجاربي في السفر بالإضافة لنقل صور جمال خلق الله و إبداعه في المناظر الطبيعية و صور الحيوانات في بعض المحميات و الحدائق التي زرتها و غير ذلك .

هل واجهتك تحديات في بداية تصويرك ؟

في بداية التصوير كانت التحديات أغلبها مادية حيث كنا طلاب محدودي الدخل بالمصروف الذي نستلمه من الوالد ، و كان مجرد اقتناء كاميرا حتى لو كانت ذات مواصفات متواضعة في تلك الفترة يعتبر شيء جميل لممارسة الهواية وحفظ الذكريات ، لكن تأتي العقبات أثناء الحاجة لتحميض الأفلام و طباعة الصور فهو يعتبر تكلفة إضافية مرهقة لنا كطلاب مدرسة ، و هذه المشكلة كانت سبباً في ضياع العديد من الذكريات الجميلة إذ قد تتعثر الميزانية أحياناً وقد تضيع الأفلام أو الصور مع الوقت الطويل وبعضها قد يتغير ألوانها أو تتلف مع الأسف الشديد. ومن المواقف الطريفة و المحزنة في ذات الوقت عندما نأخذ بعض الأفلام لتحميضها و طباعتها في الاستيديو و نذهب لاستلامها و يطلب منا العامل دفع 5 ريال قبل الاستلام ، فنعرف مباشرةً أن الفلم احترق و العامل يطالب بتكلفة التحميض.

هل تأثر السيد شاكر بأحد ما وكان سبب حبه للتصوير الضوئي ؟

في فترة الكاميرا الفلمية كان خالي و بعض الأقارب يمتلك كاميرات و كنت أكسب منهم بعض المهارات و الخبرة و أمارسها وكانت التجربة و الخطأ هي طريقة التعلم . أما مع بداية تعرفي على الكاميرا الرقمية و دخول عالم الإنترنت و المنتديات و مواقع التصوير ، أصبحت الفرصة أكبر لاكتساب المهارات من خلال عرض الأعمال على المختصين وتلقي النقد والاستفادة منهم والتأثر بالكثير من المبدعين .

ماهي أنواع التصوير المفضلة للسيد شاكر ؟

في البدايات كان توثيق المناسبات و الأسفار والرحلات ، كحال أغلب المبتدئين ، وبعد ذلك حاولت التركيز بما يتوافق مع ميولي ، وعلى رأسها التصوير في السفر .
فشغفي بالسفر و السياحة و استكشاف عادات و تقاليد و ديانات و ثقافات الشعوب جعلني أميل لتوثيق تلك المظاهر للحياة اليومية لشعوب البلدان التي أزورها لتشمل تصوير حياة الشارع و حياة الناس و كذلك تصوير وجوه الناس في الشارع و تصوير الطبيعة . بالإضافة لتوثيق ما تبقى من مباني تراثية بالقطيف وما تبقى من جماليات في مزارعها و بعض المهن الشعبية الجميلة.

اذكر لنا بعضاً من التقارير التي وثقتها في رحلاتك ؟ وأين نشرتها !

وثقت بحمد الله تقريباً كل الأماكن السياحية و الدينية التي زرتها ، و في زمن المنتديات كنت أنشر التقارير المصورة في منتديات السفر كمنتدى سفاري و المسافرون العرب و غيرها ، ومن تقارير ي في منتدى سفاري:
العائلة الهاشمية في الجزيرة السيلانية 2012 ، مسامرة الخلان بتفاصيل رحلتي لبلاد بني عثمان ، نسمةُ السّحَر في وصف رحلتي لواحة هَجَر ، كشف اللثام عن خبايا رحلتي لبلاد العم سام 2011 ، يوميات مسافر غريب في أرض الشاي و الفيلة سرنديب 2010 ، الهاشمي في سويسرا و إيطاليا 2014 ، الهاشمي في كوانزو الصين 2016 .

ما هي البلدان التي زرتها و تنصح المصورين بزيارتها؟

بلدان جنوب شرق آسيا بشكل عام تتميز بالتنوع الحضاري و الديني و العرقي و بالخصوص سريلانكا و فيتنام ففيهما التنوع الكبير في مظاهر الحياة اليومية و الديانات و العرقيات مما يتيح للمصور الخروج بمواضيع كثيرة و متنوعة و كما أن أهلها يتميزون بالطيبة و البساطة في أسلوب الحياة و تقبل الغرباء و السياح. فقط يحتاج الأمر لتخطيط جيد مبني على إطلاع على ظروف البلد و أحوالها و طبيعة الحياة فيها و قوانينها واختيار الأماكن المناسبة باستشارة زوارها من المصورين أو المكاتب السياحية .

أين ترى نفسك وسط الفن الفوتوغرافي الحديث؟ و ماهو طموحك ؟

أنا لازلت أتعلم خبايا هذا الفن الجميل و مستجداته و أتذوق أعمال الفنانين العالميين و أستفيد منها في تطوير قدراتي و صقل موهبتي . و طموحي أن أعي و يعي أخواني و أخواتي المصورين الدور الرسالي الذي يتحمله المصور ليخدم مجتمعه و دينه من خلال هذا الفن كما أطمح أن تتكون لدي ثقافة بصرية فنية تؤهلني لقراءة و تقييم الصورة كعمل فني وفلسفي .

اذكر لنا قصة حدثت لك أثناء التصوير لا يمكن أن تنساها

أيام الكاميرا الفلمية كنت قادماً من رحلة شبابية لإحدى الدول عن طريق البر و في الجمرك كانت كاميرتي في يدي و بمجرد نزولي من السيارة تفاجأت بأحد الشباب الذي لم أره لأكثر من سنتين فسلمت عليه بحسن نية.. بعدها بدقائق أتى لي شخص يلبس لباس مدني و قال لي اتبعني “تعال وراي!!” و أدخلني لمكتب المدير وبعد عدة أسئلة سألني ما الذي صورته ؟ قلت له : الشباب . فطلب مني اخراج الفلم من الكاميرا و سحبه أمامي و قال لي “خلاص روح”..

ماهي أقرب الصور إلى قلبك ؟ ولماذا ؟ حدثنا عنها

بالطبع الصور الحسينية هي الأقرب للقلب ففيها كم كبير من المشاعر الصادقة تمتزج بدموع المصاب والمناسبة و أغلبها من ساحة التمثيل يوم عاشوراء
الصورة القريبة من القلب و المشاعر كثيرة لكن سأذكر أقرب ثلاث صور:

الصورة الأولى: صورة شبيه الإمام الحسين عليه السلام و هو يرفع بكفيه الطفل الرضيع و يطلب له الماء من القوم – و الصورة تم التقاطها من ساحة تمثيل يوم عاشوراء بالقديح 2012 و اشتركت بها في معرض عاشوراء بقرية المعامير بمملكة البحرين و فازت بالمركز الأول كما شاركت بها في عدة معارض حسينية محلية و عراقية و فازت بعدة جوائز تقديرية منها جائزة العتبة الحسينية و غيرها.

الصورة الثانية: صورة تمثيل لتشييع جنازة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام و هي أيضاً من بركات ساحة التمثيل يوم عاشوراء و قد شاركت بها في بعض المعارض و المسابقات الحسينية و العالمية و فازت بميدالية ذهبية و عدة جوائز تقديرية.

الصورة الثالثة: صورة المصلين أثناء صلاة منتصف النهار في معبد الديانة الكاودائية في جنوب فيتنام. هذه الصورة قمت بالتقاطها مع ما يقارب الخمسين صورة كتوثيق لهذا المعبد العجيب و ديانته الجديدة (مئة سنة تقريباً) و التي يدعي أتباعها أنها ديانة توحيدية تستقي أصولها من عدة ديانات سماوية و بشرية كالإسلام و المسيحية و اليهودية و البوذية و الكونفوشية و الطاوية و غيرهم. و برغم أنني كنت أصور للتوثيق إلا أن هذه الصورة هي أكثر صورة من صوري التي حصدت جوائز عالمية فقد حصدت 4 ميداليات ذهبية و 3 برونزية و 8 جوائز تقديرية و شرفية خلال سنة واحدة.

هل تخطط لالتقاط المشاهد مسبقا ؟ ام انك تعتمد على ما تراه عينك في تلك اللحظة ؟

غالباً لا أخطط و أتركها للحظتها فتكون عفوية و مميزة و ربما متفردة تختلف عن الآخرين. نعم لابد من الاستعداد المسبق لكل فعالية بالتغذية البصرية في نطاق هذه الفعالية أو الموضوع و محاولة الخروج عن المألوف و التفرد بزوايا و تكوينات مبتكرة. و أؤمن بالرزق و التوفيق حتى في اللقطات المميزة و المبتكرة.

هل انتقلت للتصوير بالكاميرات عديمة المرآة ؟ ولماذا ؟

نعم مؤخراً اقتنيت كاميرا عديمة مرآة من كانون بالإضافة للكاميرا DSLR ، ومن أسباب انتقالي لها هي خفة الوزن و صغر الحجم خصوصاً في تصوير حياة الشارع وكذلك قوة نقاط الفوكس و غيرها ، إلا أن من سيئاتها سرعة انتهاء شحن البطاريات و تغلبت على ذلك باقتناء ثلاث بطاريات إضافية.

هل شاركت في معارض ضوئية ؟ هل يمكنك تعدادها ؟

نعم عدة معارض حسينية متعددة في سنوات مختلفة ، أربعة معارض أقامتها جماعة ألق الفوتوغرافية ، معرضين أقامتهما جماعة وميض بالقديح ، موسمين في معرض خطوة الدولي بالعراق ، معرض حضارة وطن – مطار الملك فهد بالدمام 2021 ، معرض التراث العمراني بجدة 2021 ، معرض إكسبو الشارقة 2018 – لحظة ملهمة 103 ، و إن شاء الله من المشاركين في معرض جماعة القطيف الثالث و العشرين – سيعلن عن افتتاحه قريباً .

هل أقمت معرضاً شخصياً لكم ؟

لا للآن لم أقم معرض شخصي و لكن النية موجودة و التحفيز كثير من المحيطين بي و نحتاج لدعائكم.

مارأيك بالمسابقات الفوتوغرافية ؟ وماهي الإنجازات التي حققتها فيها ؟

جميل أن يجرب المصور هذه المسابقات ليصقل موهبته و ينمي روح الإبداع في نفسه و ليستفيد من خبرات الآخرين من الفنانين العالميين ، ولكني لا أؤيد أن يكون همّ المصور فقط الحصول على الألقاب و الأوسمة و ينسى رسالته الحقيقية كفنان يوصل رسائل هادفة للمتلقي من خلال الصورة الفوتوغرافية.
بالنسبة لي كانت الرغبة موجودة لتجربة عالم المسابقات و بعد التشاور مع الأصدقاء ممن لديهم الخبرة والمعرفة في هذا المجال بدأت ببعضها و حصلت على قبولات و بعض الجوائز من بلدان مختلفة و حكام مختلفين في ثقافاتهم و خبرتهم و أذواقهم. هذا حفزني للعودة لأرشيف الأسفار الكثيرة لدي ، وشاركت بها وفازت الكثير من صوري بميداليات و جوائز متعددة خلال سنة واحدة بالإضافة لأكثر من 300 قبول من مسابقات تدعمها أكبر منظمات التصوير الفوتوغرافي على مستوى العالم FIAP و PSA و GPU و غيرهم.
حقيقةً تعلمت الكثير خلال هذه السنة و تغيرت نظرتي لأمور كثيرة و أعدت اكتشاف نفسي و مخزون الصور لدي و إن شاء الله قريباً أحصد بعض الألقاب من منظمات عالمية في التصوير الفوتوغرافي.

كيف يمكن للمصور ان يحسن من مستواه الفني ؟

بالممارسة المستمرة بقاعدة صور 100 صورة و اعرض صورة واحدة. و بالاطلاع على كل جديد في عالم التصوير الفوتوغرافي و المعالجة سواء من النت أو بحضور فعاليات التصوير كالمحاضرات و المعارض الفنية حتى التشكيلية. و كذلك الانضمام لجماعات التصوير المهتمة بتطوير و تثقيف الأعضاء فوتوغرافياً لصقل موهبته و إتاحة الفرصة له لتصوير مواضيع متجددة و متنوعة بالإضافة للتواصل مع المصورين من أهل الخبرة و التجربة للاستفادة من تجاربهم و علمهم. و لا أنسى التغذية البصرية المستمرة فهي رافد مهم لتغذية الذائقة بكل لذيذ و جديد و مدهش في عالم التصوير.

متى التحقت بجماعة ألق الفوتوغرافية ؟ وكيف ؟ حدثنا عن تجربتك مع ألق !

التحقت بألق بعد التقاعد المبكر مباشرة في 2014 بهدف تخصيص وقت أطول لصقل تجربتي و التفرغ لهذه الهواية التي عشقتها منذ الطفولة. وكان بدعوة و تحفيز من بعض الأصدقاء ممن سبقني في عضوية ألق. التحاقي بألق كان انطلاقة جديدة و مرحلة نوعية في مسيرتي الفوتوغرافية فقد تعلمت الكثير و التقيت بالكثير من الأخوة الذين تعلمت منهم و استفدت من خبرتهم و لمست روح الأخوة و التعاون و الحميمية بين الأعضاء كما لمست روح التفاني و الإخلاص من إدارات ألق المتوالية فشكراً من القلب لهم جميعاً.

حدثنا عن تجربتك في رئاسة وتأسيس مجموعة وميض !

نواة هذه المجموعة كانت موجودة منذ 2011 على شكل مجموعة شباب تجمعهم هواية التصوير يلتقون في الفيسبوك و منتدى قديحيات و أقمنا معرض و عدة فعاليات متنوعة. في 2016 تم الاتفاق على إنشاء جماعة شبه رسمية تجمع الشباب الهواة و لا تكون مختصة بالقديح فكانت وميض و “بلشونا برئاستها” و بالطبع كان الهدف من إنشائها إثراء الحركة الفنية في المنطقة و احتضان المواهب الشابة و تنميتها و كان إنشائها إضافة جديدة في طول الجماعات القائمة و تعزيزاً لها و تعاوناً معها.

هل قدمت محاضرات او ورشات للمصورين ؟ حدثنا عن بعضها !

نعم قدمت بعض التجارب منها:
1-رحلة العاشق إلى المعشوق – تجربتي في زيارة الأربعين
2-سريلانكا شوارع تضج بالحياة
3- حكاية عشق – مشروع نقل زوار الأربعين بالشاحنات
4- صور ليست للحذف – تجربة و مقترحات للإستفادة من بعض الصور المتروكة في أرشيفات المصورين
إن شاء الله سأنتهي من إعداد ثلاث محاضرات تخص التصوير في السفر قريباً.

ماهي رسالتك التي ترغب بإيصالها للفنانين المبتدئين أو المهتمين بالتصوير الضوئي ؟

رسالة أوجهها لنفسي و لجميع من ينتمي لهذه الهواية الجميلة: كل شخص منا له نظرته و بصماته و مشاعره النفسية الخاصة ، و هي من يصنع ملامح شخصية المصور و التي تنعكس على أعماله الفنية و لا ينبغي أن يفرض المصور نظرته و مزاجه وأسلوب التفكير وطريقة التعبير على الآخرين أو محاولة الصعود على أكتافهم ، فللفنان الحرية المطلقة في التعبير عن مشاعره و فنه بشرط أن لا يعتدي على حرية الآخرين .
فلتكن لدينا قناعة بأن أعمالنا الفنية جزء منا و نحن مقتنعون بها تمام الاقتناع و لا يهمنا إحباط المحبطين و لننطلق و ننمي هذه الهواية الجميلة و نصقل تجربتنا و نغذيها بروافد عديدة كحضور فعاليات التصوير و القراءة و الاطلاع و التثقيف الذاتي في هذا الفن و آفاقه.

في اعتقادي أن المصور بإمكانه أن يكون عضواً فعّالاً و إيجابياً في المجتمع و بإمكانه توظيف فنه و مهارته في إيصال رسائل توعوية و مجتمعية و ثقافية بأسلوب فني راقي مثله مثل الشاعر من خلال قصيدته و الرسام من خلال لوحاته الهادفة و أن تساهم الهيئات المختصة كنوادي و جماعات التصوير في نشر ثقافة الصورة و رساليتها و أهميتها و دورها في المجتمعات.

أخيراً سيدنا ، شكراً جزيلاً على هذا اللقاء الممتع والجميل ، ونسأل الله تعالى لك دوام التوفيق وأن يحقق أمانيك ويبارك لك في كل خطوة . ونحن في جماعة ألق الفوتوغرافية نفتخر بك ياأباهاشم وبأمثالك ودعانا لكم دائماً وأبداً بدوام التوفيق والنجاح .. 

وقبل الختام .. كحل عيوننا بمجموعة من أعمالك المميزة .. 

من أقرب الصور لقلبي.. التقطتها في كربلاء المقدسة أثناء زيارة الأربعين 2014 ، تجسدت في نظراته مشاعر عميقة جداً تكاد أن تتكلم.. تضاريس وجهه و لحيته البيضاء تأخذك إلى صفحات كثيرة من ذاكرة الزمن و معاناة الحياة و قساوتها. فازت الصورة بعدة ميداليات و جوائز شرفية و شاركت بها في أكثر من معرض.

من الصور التي أحبها و التي أظهرت جمال الطبيعة و الطيور بشكل خاص بالأبيض و الأسود. الصورة من محمية العرين في البحرين و حصدت عدة جوائز في مسابقات عالمية و محلية.

أبناء الأرض – صورة تم التقاطها في إحدى المزارع غرب بلدة القديح و تمثل بعض يوميات أحد المزارعين المكافحين و هو يحرث الأرض بصخينه.

صورة تم التقاطها في طريق المشاية لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين و تمثل مجموعة من الزوار الذين لم يتمكنوا من إكمال المشي فاستقلوا هذه الشاحنة التي تنقلهم إلى كربلاء  و نلمس في عيونهم و وجوههم ملامح التعب مختلطة بمشاعر العشق و الشوق للزيارة و تحمل كل الصعاب والمشقات للوصول لمعشوقهم.

مشاعر حسينية طفولية بريئة في عيون هذه الطفلة و قسمات وجهها. فازت الصورة بعدة جوائز في مسابقات عالمية.

صورة تمثل تراث قرى الخليج العربي القديمة ببساطة الحياة و مظاهرها و طيبة أهلها.

 

صورة من أحدالمضائف الحسينية في القطيف في العشرة الأولى من محرم الحرام

 

عندما ترى هذه الوجوه المؤمنة و هي تحمل أمتعتها فوق رأسها ناويةً الرحيل و على وجوههم ملامح الشوق و الوداع فاعلم بأنك في كربلاء المقدسة عصر يوم الأربعين و ما بعده حيث يتوجه قسمٌ كبير من الزوار بالعودة لقراهم و محافظاتهم القريبة من كربلاء بعد زيارة الأربعين

Continue Readingلقاء مع الفنان السيد شاكر الورش